إحدى قرى الاجئين - خاص السراجيتبادل الشيخ أمادو أطراف الحديث مع عدد من وجهاء قرية " ويندو أدي" حول معاناة العائدين الموريتانيين من السنغال وتداعيات إلغاء الوكالة المكلفة بدمجهم و تحويلها إلى وكالة لمكافحة الرق بعد سنوات من العمل.
لا يهتم "أمادو" ورفاقه كثيرا بتحويل الوكالة التي خدمتهم طيلة سنوات، حيث يعتبرون حلها لا يقل أهمية عن عملها في الفترة الأخيرة خاصة بعد تقلص نشاطاتها منذ 2008.
أمادو عبد الله امبيري هو احد أعيان قرية " ويندو أدي" التابعة لمقاطعة بابابي، وهي من بين مئات القرى و التجمعات السكنية التي تتوزع على طول الطريق الرابط بين ألاك و بعض المنئات التي قامت الوكالة بإنشائها للعائدينسيليبابي، والتي تأوي آلاف العائدين حيث تم إنشاء أغلبها وتمويلها من طرف الوكالة الوطنية لدعم ودمج اللاجئين (ANAIR) سابقا.
الوكالة المنحلة قامت بالعديد من المشاريع و التدخلات لصالح السكان ، لكن الشكوى و المعاناة المياه و الصحة و التعليم وأوراق الثبوتية تبقى هي السمة الأبرز التي يستمع لها الزائر لهذه القرى،
إضافة إلى الظلم في توزيع المشاريع حسب القرى، فكلما كانت القرية أبعد كلما كانت أقل استفادة من مشاريع الوكالة و تدخلاتها.
شروط في مهب الرياح
يتحدث أمادو امبيري للسراج عن حصيلة عمل الوكالة عشية إلغائهاـ حيث اعتبر أن السلطات الموريتانية خذلتهم و لم تلبي النقاط التي اتفقوا عليها برعاية المجتمع الدولي، "حيث ذهبوا بهم إلى مكان لا ماء فيه ولا مرعى لكن عزائهم الوحيد هو عودتهم إلى وطنهم الأم"، يضيف أمادو.
لافتات منظمة الأمم المتحدة إغاثة الاجئين و التي رعت إعادت الاجئينيقول أمادو إنهم جاؤوا إلى موريتانيا بموجب اتفاق بين العائدين والسلطات و الأمم المتحدة "...كنا فرحين جدا أننا قدمنا إلى وطننا ، يتكون الاتفاق من 13 نقطة تضم الحالة المدنية و المعيشة مدة 8 سنوات إضافة إلى الخدمات و التعويض عن الممتلكات التي سلبت ، لكن السلطات لم تفي بتعهداتها كاملة حيث ماطلتنا في أكثرها".
تجربة مرة أما السيدة أمينة العائدة من نفس القرية فتتحدث هي الأخرى بمرارة عن تجربتهم المرة مع الصحة ولا تقل أهمية عن محنتهم في اللجوء، تقول أمينة إن إحدى قريبتها في القرية حياتها بعد أن كانت حاملا وتم نقلها إلى بابابى، لكنه ما لبثت أن فارقت الحياة بعد أن تعذر نقلها بسيارة الإسعاف التي تكلف 40 ألف أوقية والتي لا يملكها ذوو الضحية.
ماكنة لصناعة السياج من ضمن تدخلات الوكالةأما العائد عبد الله فيقول إن الوكالة كانت أكثر فاعلية إبان حكم سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، "لكنها تدهورت بشكل كبير بعد انقلاب 2008".
لا يخفي عبد الله اشتياقه للحياة في السنغال رغم محنة اللجوء و الغربة لكن حب الوطن كان أكبر، فيقول "على الأقل السنغال كانت تؤمن لنا عملا لائقا، لكن لأننا نحب وطننا مستعدون لأي شيئ".
يطالب عبد الله السلطات بتنفيذ الشروط والنقاط المتفق عليها خاصة في ما يتعلق بالخدمات الأساسية من صحة و تعليم وأوراق ثبوتية.
تدخل الوكالة
تم إنشاء الوكالة الوطنية لدعم ودمج اللاجئين (ANAIR) في سنة 2007 حيث قامت بإنشاء أكثر من 100 قرية لاحتواء 24 ألف عائد هجروا من أرضهم إبان أحداث 89-90.
الوكالة المنحلة قامت بالعديد من التدخلات العديد من المشاريع و بناء مساكن و إنشاء مشاريع مدرة للدخل في هذه القرى.
كما قامت الوكالة المنحلة بتعويض جزئي عن الممتلكات التي فقدت إبان الأحداث. أطفال قرية يمارسون كرة القدمالوكالة أعلنت عن انتهاء عملها بنسبة كبيرة، حيث قامت السلطات بحلها و استبدالها بوكالة أخرى تسعى لمحاربة الرق.
كما تعمل إلى جانبها منظمات دولية و أخرى غير حكومية، تقوم بإنشاء العديد من المشاريع هي الأخرى و التي استفادة منها بشكل كبير العائدون.
العائد "كان" يقوم حصيلة عمل الوكالة، حيث يعتبر أنها نجحت في نسبة 50 في المئة، لكن لا زال الكثير على الدولة ان تتحملها.
يضيف "كان" عن العائدين استفادوا من عدة مشاريع لكنهم لا زالوا بحاجة إلى المزيد، كما يطالب السلطات تنفيذ الشروط اتلي تم الاتفاق عليها خاصة في ما يتعلق بالتعليم و الحالة المدنية و التعويض عن الممتلكات. لكن ورغم كل الإنجازات و التظلمات والمعاناة يبقى العائدون الموريتانيون رهائن بين مطرقة الانتظار والترقب عن ما سيكشف عنه المستقبل من التعامل السلطات مع ملفهم، و سندان الوضعية المعيشية الصعبة التي تثقل كاهلهم يوما بعد يوم، آملين في أن تلبى الشروط التي السكان يتفقدون إحدى آلات صناعة السياججاؤوا بموجبها إلى وطنهم ولو من دون وكالة.
العائدون الموريتانيون..من ممحنة اللجوء إلى أحضان الفقر
|