الثلاثاء, 14 مايو 2013 06:01 |
قصة فاطمة..مصائب قوم عند قوم فوائد"كنا نسكن في مدينة اطويل في مكان أعاره لنا أحد سكان المدينة فترة من الزمن، وبعد الكارثة التي حلت بالطينطان قدمنا إليه فوجدنا هذا الدكان غير مسكون فجعلنا منه سكنا لنا نتيجة لحاجتنا إليه".
هكذا تختصر الفتاة العشرينية فاطمة قصتها هي وزوجها مع الزمن وتقلباته..اختصرتها وهي جالسة في أحد دكاكين سوق الطينطان القديم المهجورة منذ سنوات.
فاطمة تنتظر مستقبلا زاهرا تنعم فيه مع زوجها وأولادهاقناعة راسخة
كانت فاطمة تسكن في بلدية اطويل الحدودية في منزل معار أحد من سكان المدينة يوم كانت لا تملك ناقة ولا جملا كما هي الآن، وقد كانت مقتنعة بما قدر لها هي وزوجها، فقد عاشا معا مرارة الزمن هناك في"اطويل"، لكن الحياة أيام ودول والرياح هذه المرة أتت بما تشتهي النفس.
بعد حادثة الطينطان وبعد سنوات من الكارثة التي حلت بالمدينة وسكانها، علمت فاطمة وزوجها بأن غالبة دور سوق المدينة(القديم)أصبحت خالية، هنا كانت الفرصة التي لا يمكن لفاطمة أن تضيعها على نفسها هي وزوجها.
قررا معا أن ينتقلا من اطويل إلى مقاطعة الطينطان وسوقها(القديم) عل الفرج أن يكون هناك.
وصلت الأسرة سوق مدينة الطينطان المتهالك فوجدت بعض الدكاكين خالية إلا من آثار الكارثة التي حلت بسكان المدينة، فاتخذت من أحد الدكاكين سكنا لها هي وزوجها وأولادها بعد أن ذاقوا جميعهم مرارة الزمن واللجوء إلى الآخرين وسؤالهم.
يوميات الأسرةالحديث عن يوميات أسرة فاطمة حديث ذو شجون، ذلك أن الأسرة قضت ردحا من الزمن وهي تعاني أشد ظلم مضاضة على النفس(ظلم ذوي القربى)، لا لذنب اقترفته وإنما هو قدر كتبه الله عليها، إذ لم تكن من أهل الدينار والدرهم، وإذا كان من حديث عن يوميات هذه الأسرة المتعبة بعاتيات الزمن، فالأولى أن يكون منطلقه من صاحبته فاطمة ربة المنزل..
يوم الأسرة بسوق الطينطان(القديم) يبدأ من الصباح الباكر فتقوم الأسرة بفطور متواضع على طريقة المساكين"الجوعى"، بعده يذهب الزوج إلى سوق الطينطان(الجديد) لعله يجد فيه فرصة للعمل ولو لساعات، أما فاطمة الزوجة فتقوم بإعداد الكسكس أول النهار لتبيعه للجيران ليلا كي توفر ما يسد رمقها ويغنيها عن الآخرين الذين اعتادوا سؤالها.
وتعد مهنة بيع الكسكس هناك في الطينطان وفي الكثير من المدن الموريتانية مهنة رائجة يمتهنها الكثير من الناس من أجل التكسب الحلال.
موفد السراج|مقاطعة الطينطان-الحوض الغربي
|