يوميات الصيادين بميناء خليج الراحة..رحلة شاقة على ضفاف الأمواج |
الاثنين, 01 يوليو 2013 16:43 |
ولد محمد واحد من الآلاف الذين اتخذوا من ميناء نواذيبو إطارا للكسب الحلال ، ومنذ ذلك الحين وهو يخوض مغامرات شاقة مع البحر..يركب موجه كي يحصل على العيش الكريم رغم كل الصعاب والعقبات التي تعترض طريق في خضم البحر وخارجه. موفد السراج زار ميناء الصيد التقليدي أو ميناء خليج الراحة بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو وأعد التقرير التالي: رحلة مضنية
الداه ولد محمد واحد من آلاف المواطنين الذين وجدوا أنفسهم مضطرة إلى العمل في ميناء نواذيبو باعتباره الفرصة الوحيدة التي يمكن لكل مواطن أن يلجأ إليها للعمل فيها كي يحصل من خلالها على لقمة العيش التي تثقل كاهل الكثير من زملائه ورفقاء دربه ، وقد تتسبب في إخراجه من بلده رغما عنه. توجه ولد محمد إلى ميناء خليج الراحة كي يحصل على راحة قلبه وراحة أبنائه وإخوته ، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي سفينة ولد محمد وأسرته. فقد لاقى ولد محمد في الميناء أشكالا مختلفة من العقبات والصعاب داخل البحر وخارجه ، حتى أنسته الراحة ، وعودته على المتاعب وركوب موجة المخاطر مهما كان حجمها. هنا أضحى الخيار الأوحد أمام ولد محمد هو أن يأخذ مكانا بين رجال البحر الذي يمضون الليالي والأيام على صفحات الأمواج العاتية بحثا عن الرزق الحلال..فركب قطار المخاطر مضطرا يوم لم غير"أسنة المخاطر مركبا".
مغامرات دائمة كثيرة هي القصص والمغامرات التي يخوضها عمال ميناء الصيد التقليدي نواذيبو خلال رحلتهم الشاقة على ضفاف الأمواج العاتية..العمال أنفسهم لا يستطيعون إحصاءها نتيجة لكثرتها وتعددها ، فقد أصبحت تلك المغامرات الصعبة مسألة روتينية لدى العمال بالميناء الذي لا يوجد فيه من الراحة سوى اسمه"خليج الراحة". يقول رواد الميناء الأصليون. سألنا الكثير من العمال عن أصعب المواقف التي واجهتم في رحلة البحث عن السمك في أعماق البحر ، كل العمال لديه حكايات ومغامرات كثيرة-كما يقولون-، لكن الغالبية العظمى منهم لا ترغب في الإفصاح عنها لسبب لم يعلنوا عنه هو الآخر.ولعل السبب يعود إلى أن الكثير من العمال لا يرى جدوائية في الحديث عن مغامراته ، لأن مغامرات الصيادين أصبحت مسألة مشاعة بين الناس هناك. ومن الفضول الحديث عنها على شاطئ البحر والعمال جميعهم يستعدون لخوض مغامرات مختلفة
ومن أهم هذه المغامرات التي باح بها أكثر من عامل ما يعرف هناك بصراع"احنش لبحر"، الذي قد تصيده شباك الصياديين عن غير قصد ، وما إن يحاولون معرفة ما يثقل شباكهم يخرج"لحنش"فجأة ، فتبدأ المعركة بين ركاب السفينة و"لحنش" الذي لا يقاوم ، وفي النهاية دائما ما ينتصر البحارة ، وقد يتضرر أحدهم أثناء المعركة"البحرية" مواطن بلا وطن الشكاوى يتقدم بها العمال بميناء نواذيبو كثيرة لا تحصى ولا تعد ، ومن هذه الشكاوى الذي يبوح لك بها كل صياد"موريتاني"لاقتك معه الأقدار: الاشمئزاز والتذمر من كثرة العمال الأجانب ، الذين أصبحوا يشكلون عقبة حقيقية أمام المواطنين الأصليين بسبب تزايدهم بكثرة يوما بعد يوم. اداه ولد محمد أحد العمال بالميناء قال في"تصريح للسراج"إن مما يندى له الجبين أن المواطن الموريتاني أصبح اليوم بميناء خليج الراحة غريبا وكأنه بلا وطن أصلا ، عندما أصبح الأجانب يضايقونه في فرص العمل بوطنه الذي ولد على أرضه وترعرع ولا يحترمونه عكس ما يحدث في البلدان الأخرى التي يقدس فيها المواطن ويقدم على الأجنبي في كل شيء. و يضيف ولد محمد "إن بعض الأجانب-هناك بالميناء-يوصلهم احتقارهم للموريتانيين أحيانا كثيرة إلى التصريح للمواطن الموريتاني بالقول:"أنت بلا وطن"، وذلك في إطار حديث العمل وكذا المشاجرات البينية التي تحدث بينهم. ويرجع ولد محمد سبب مضايقة الأجانب للمواطنين الموريتانيين إلى عدم مبالاة الدولة بحياة مواطنيها وظروف عملهم ، فالدولة حسب ولد محمد لا تقدم أي مجهود للمواطنين كي يواصلوا رحلة العمل ومن أعظم الجنايات التي تقترفها الدولة هناك بحق المواطنين هو أنها تحرم عليه ما لا تحرم على الأجانب، وهذا ما يثقل خاطر العمال هناك ويدمي أفئدتهم..
رسائل البحر يوميات الصيادين لها قصص لا تنتهي ، ومن غرائب هذه القصص أن الصاديين يعيشون في خضم البحر حياة طبيعية ، تماما كما يعيشونها خارجه ، فيتبادلون الرسائل فيما بينهم رغم صعوبة الحياة على ضفاف موج البحر وكذا شواطئه. هناك على شاطئ البحر يتبادل الصيادون رسائل بسيطة ومتنوعة ********* تعددت التدشينات والزيارات للعاصمة الاقتصادية نواذيبو ، لكن شريحة الصيادين بالميناء لا تزال تنتظر نصيبها بفارغ الصبر ، كما لا تزال تنتظر أن تقوم الدولة بدورها ، وأن تقدم الخدمات المطلوبة لدى العمال بوصفهم مواطنين لهم حقوقهم كما عليهم واجبات يؤدونها للدولة رغما عنهم. ولكن يا ترى متى تؤدي الحكومة أمانتها وتعطي الصيادين حقوقهم ونصيبهم من أموال دولتهم؟؟..ذلك هو السؤال الذي ما زال الصيادون الموريتانيون بميناء خليج الراحة يبحثون له عن جواب..وهل من جواب أيها السادة؟؟.. موفد السراج/ العاصمة الاقتصادية نواذيبو
|