أسواق نواكشوط قبل العيد ...الفوضى غير الخلاقة |
الخميس, 02 أكتوبر 2014 13:01 |
في سوق الميناء كما في سوق العاصمة المركزي تتراص الأخبية ومظلات القماش تاركة مسارب ضيقة للمارة سرعان ما تقطعها العربات أو يعسكر بها أحد الباعة المتجولين ببضاعته المزجاة من الملابس أو الأحذية والألعاب..فيما يملأ المكان أزيز ماكنات الخياطة وصيحات مروجي المعروضات والذين أصبحوا يتوسلون بمكبرات الصوت لإداء هذه المهام. وكما تختلط الأصوات ويتردد صداها في أرجاء المكان تتعدد المعروضات والتي في الغالب هي من متطلبات العيد كالملابس والأحذية والألعاب ومواد التجميل والزينة، كما يتنوع مرتادو السوق هذه الأيام من بائع متجول يكدح لكسب قوت يومه أو تاجر ينشد الرواج لتجارته في موسم عز مثله في باقي أيام العام ، أو مشتر حائر لا زال يبحث عن معروضات جيدة وبأسعار تناسب دخله المحدود وهو أمر يكاد أن يكون مستحيلا في أيام العيد موسم المضاربات والاحتكار وانتهاز الفرص. وبين هذا وذلك يفسح الطريق لمتسول ذي إعاقة يرى السوق أفضل مكان لجمع الصدقات واستجداء الشفقة والرحمة.
انعكاسات أزمة الكهرباء.
باعة السوق أكثر تحمسا لعرض مشاكل السوق من الحديث عن رواج العيد وطرقهم للإيقاع بالزبائن. لا ينكر البائع ولد دمبه أن هناك فوضوية في الأسعار وهو ما تمليه حرية التجار لكن أسعار العيد تظل بلا حدود وهو موسم ينتظره التجار بنفاذ صبر كما يقول. وكغيره يرى البائع إن المشكل الأكبر هذا العيد هو في الانقطاعات المتكررة للكهرباء والتي كبدت الخياطين خسائر فادحة وسيكون من تأثيراتها غلاء الملابس مقارنة بالعيد الماضي. غير بعيد يرابط مراهقون أمام محلات للأحذية لتلقي الزائرين وترويج معروضاتهم حيث يبدو أن الاستعانة بهؤلاء قد تكون أقصر طريق لسلامة من عمليات السرقة والتي غالبا ما يتورط فيها أحداث في مثل سنهم يعلق أحد الباعة مبديا استياءه من غياب الأمن وتحول السوق إلى فضاء للجريمة المنظمة فلا أحد يستطيع الإبلاغ عن سرقة ولا حتى مساعدة أحد ضحايا السرقات خوفا من بطش هذه العصابات على حد تعبيره.
تركة "بيزارنو"
على الأرصفة والشوارع المحاذية والمداخل لا يمكن للمرء إلا أن يصدم من تجرؤ الباعة على احتلال نهر الشارع الرئيسي المحاذي لسوق العاصمة وغياب أي جهد من أمن الطرق لتأمين حركة المرور. في العيد الماضي دشنت المجموعة الحضرية حملة على الباعة المتجولين وأصحاب العربات الذين يحتلون الشارع، كما قامت وحدات أمن الطرق بإغلاق الطرق المؤدية إلى السوق ومن على بعد عدة أمتار وهو ما لا وجود له اليوم رغم أن العيد بات على بعد يوم أو يومين. في المدخل الغربي للسوق تعرض بائعات الملحف بألوان معروضاتهن الزاهية وهن متلهفات لأول زائر يفتح البيع بدل السؤال المتكرر عن الأسعار. تقول فاطمة إن الاقبال لا زال في بدايته رغم أن الاسعار لازالت كما هي في العيد الماضي وفي المتوسط يصل سعر ملحفة الخياطة 3500اوقية وحتى 7000أوقية. وعن ماذا إذا كانت هناك موضات خياطة خاصة بهذه العيد ترد فاطمة هناك ملاحف الطينطان وكوبني وأنكيبه وغيرها.. في الطابق الأعلى لا يختلف الأمر كثيرا فيما عدا قلة الزحام حيث يجد الزبناء فرصة أطول للمساومة والتأكد من جودة المعروضات. في أحد محلات ملابس النساء تشكو إحدى البائعات من أزمة الكهرباء مما يفرض على الكثيرات غلق محلاتهن قبل حلول المساء بسبب الجو غير الآمن كما تقول، فيما تصف جارتها حركة البيع بالعادية دون الخوض في التفاصيل ومع ذلك فمن ما يعكر صفو السوق الفوضى والأوساخ وغياب الأمن وزحمة المرور، لكن تطالب بتفادي تكرار ما حدث العيد الماضي عندما عمدت شرطة المرور إلى غلق الشوارع المؤدية للسوق ومن أماكن بعيدة جدا مما أضر بحركة البيع وجعل الكثيرين يذهبون إلى أسواق أخرى. باعة ومتسولون
في المقابل تقول إحدى المتسوقات إن الغلاء يجعل التسوق معاناة حقيقية بسبب البحث دون جدوى عن سعر أفضل وهو ما لا يخدم النساء اللائي عادة ما يخصصن الأيام الأولى قبل العيد للشراء حتى يتفرغهن لشؤونهن الأخرى. وينفي المتسوقون أي قول بصحة ثبات الأسعار حتى مقارنة بعيد الفطر فملاحف الخياطة "الطينطان " مثلا ارتفع سعرها من 35000إلى 40000ألف أوقية وكذا أكنيبه من 16ألف أوقية على 18ألف أوقية وبالتالي لا صحة لما يردده الباعة من بقاء الأسعار على حالها. في الأزقة المؤدية إلى داخل السوق كان منظر المتسولين من ذوي العاهات ملفتا بعضهم اتخذ مواقع على درج السلالم وآخرين اكتفوا بالوقوف والاختلاط بالمارة وهم يشكون بؤس الأوضاع والفاقة. في الممرات كذلك وبشكل مكشوف أصبح منظر مولدات الكهرباء بعوادمها الملوثة وأزيزها المزعج أمرا مألوفا هذه الأيام لكنها ضيف يتمنى الجميع أن لا يعمر طويلا في السوق ليس فقط بسبب التلوث بل لغلاء سعر البنزين وفاتورة الصيانة مما سيضيف أعباء جديدا على تكلفة الأنتاج ويذكي نار الغلاء التي توشك أن تأتي على الأخضر واليابس يعلق أحد رواد السوق. |