أسرة بابو ..مأساة تكتبها ألسنة اللهب (صور) |
الثلاثاء, 08 مارس 2011 16:10 |
مريم السالمة هي وحدها من يطيق الكلام ..رغم إصابتها القوية ..فشقيقتها منينه تعيش وضعية حرجة ..أما ابنها محمد الأمين فقد غادر الحياة يحمل معه حروقه ومأساته..ولا يجد الطفل الرضيع أحمد سالم غير البكاء المتواصل للتعبير عن ألمه الشديد
وتقول الطبيبة نسيبة إن الحالة حرجة جدا وعلى الجميع مساعدة أسرة ولد بابو سواء تعلق الأمر بالمستشفى أو أًصحاب الضمائر الحية ..نظرا لصعوبة الحالة’’ هكذا اشتعل الحريق
بعد ساعة كاملة وصل الإطفاء ..وأفراد من الشرطة بعد أن تمكنت جيران أهل بابو من إطفاء الحريق وإخراج الأجساد المحترقة من المنزل الذي تحول إلى لهب كامل ..جيران أهل بابو إذ يشعرون بالألم لمصيبة جارهم يحسون أيضا أنهم شركاء في المأساة فقد التهمت النيران سبع منازل تأوي سبعة أسر تتقاسم المأساة والتأهيل الموعود. عادت سيارة الأطفاء إلى مرآبها القديم،وعاد عناصر الشرطة إلى مفوضيتهم التي تبعد أقل من 200 عن موقع الحادثة،وانتهى الأمر ..لم يزرهم أحد لا الوالي ولا الحاكم ولا حتى العمدة ..كما لم يقدم لهم أي أحد أي مساعدة ..لقد تركوهم يموتون هنا وغادروهم دون أي مساعدة ..تقول إحدى قريبات أهل بابو
الخبر الصاعق
ويضيف ولد عمو ’’ جاءني ابني الأكبر في الساعة الثانية فجرا وبدأ يحدثني عن الواقعة بتدرج يريد أن يخفف علي الصدمة، لكن الأمر لم يكن كذلك فمنذ وصولي هنا علمت أن الأمر ليس بسيطا وأنه يتعلق بمصيبة كبيرة،ولكنها أيضا فضل عظيم من الله الكريم’’ لا يتذكر ولد عموه أن أي مسؤول قدم لهم أي مساعدة،وكلما حصلوا عليه كان أكياس من ’’ الماء’’ وبعض الضمادات من إدارة المستشفى ...ولا تزال فاتورة الأدوية في ارتفاع متواصل ..أقل أسعار الأدوية 5 آلاف أوقية ..ولائحة الأدوية تزداد كل ساعة.
ثمن القبور غابت المساعدة ..لكن الجشع الرسمي لم يغب فقد كان على ولد عمو وهو الفقير المكلوم أن يدفع من جيبه ولد ع مبلغ 16 ألف أوقية لإدارة مقبرة نواكشوط مقابل الحصول على رقعة أرضية لدفن ابنه المراهق محمد الأمين (15 سنة) الذي توفي في حريق مروع تعرضت له أسرة أهل بابوه قبل يومين في منطقة غزة بعرفات
وقال السيد بابوه لقد منحوني وصلا على ذلك لم أقرأه لأنني كنت في شغل عن كل ذلك ’’فبقية أفراد الأسرة يعيشون وضعية خطيرة في المستشفى بعد الحريق الذي التهم منزلنا في غزة بالكامل’’ ويضيف السيد بابوه رغم أنني ’’ من غسل محمد الأمين إلا أن القائمين على مغسلة المستشفى الوطني طالبوني أيضا بدفع ثمانية آلاف أوقية ثمنا لذلك.
هو إذا موسم الجثث المفتحمة والحرائق المتوالية ..والغياب الرسمي .. قبل أيام دفعت السلطات الموريتانية مليوني أوقية لأسرة رجل قتله أفراد من الجيش خطأ ..ثم دفعت مليونين آخرين لأسرة فقدت 5 من أبنائها ..وفي طريق التدرج نحو النقص تعيش أسرة أهل بابو في انتظار مساعدة حكومية ...لن تكون قادرة على الإجابة على التساؤل المشروع : كم من طفل آخر وامرأة فقيرة سيموتون في أحياء الانتظار قبل أن تصل إلى ركام منازلهم أيدي النجدة ..وكم آلافا آخرى سيدفعها المرشحون للدفن في مقبرة نواكشوط مقابل الحصول على ضريح تحت الأرض بعد أن حرموا من الحياة الكريمة فوقها.
|