شقيقان افترقا في كنبي صالح واجتمعا بعد 26 سنة في ازويرات |
الأحد, 13 مارس 2011 12:14 |
، وبعد عدة محاولات فاشلة من التسلل والهرب نجحت المحاولة الأخيرة سنة 1984 بعد ما باع ثورا لوالدته .. ترك محمد بعضا من ثمن الثور لوالدته في الصندوق الذي عودته أن تترك له فيه تميرات يسد بها رمق الجوع بين فترات الوجبات الرئيسية. الرحلة الطويلة..سافر محمد رفقة مجموعة من الرحل إلى دولة مالي يقول محمد إن المقابل كان ان يدفع رشاوي للسلطات علي الطريق وعند دخوله للدولة المذكورة كاد صغر سنه وعدم امتلاكه لهوية ان يعرقل دخوله إليها، إلا انه بعد طول إصرار وممارسة بعض الحيل دخل الدولة لتبدأ رحلة الستة وعشرين عاما، اشتعل فيها الرأس شيبا، وتغيرت كل ملامح الطفل المهاجر.. عمل فيها تاجرا ومتنقلا بين مالي وكوت ديفوار وغامبي وبيساو والسنغال، كان المحرك الأساسي والدافع للانتقال بينهم هو الهرب من الحروب الأهلية إلا انه عاد إلي الوطن مع المسفرين سنة 1989 ليقضي 15 يوم في العاصمة نواكشوط وبعدها إلي مدينة انواذيبو ومنها إلى مدينة ازويرات التي جاءها في أواخر التسعينات وهو الآن يعمل فيها تاجرا مواد مستعملة. قصة البحث.." زيني " هو الأخ الأصغر في العائلة التي لم يبقي منها علي قيد الحياة إلا هو ومحمد (بطل القصة) ومحمد الأمين، ولعل ما حز في نفس زيني وأثار استغرابه أن جميع أفراد الأسرة انتقلوا إلى جواره سبحانه ولم يكلف ذلك أخاه عناء البحث والسؤال عن مصيرهم، أخذ زيني علي عاتقه مهمة البحث عن أخيه محمد الذي يقول انه كان دائما يسمع أخباره بين الفينة والأخرى إلا أن ما يعيق البحث هو تقادم عهد ورود الخبر وفترة الاستعداد، ما يعيق التأكد من وجوده في مكان محدد، إلا أن الخبر الأخير هذه المرة جاءه من مدينة ازويرات والمخبر ابن الخالة والمدة يومين علي مشاهدته له مترجلا في المدينة، حزم حقيبته وسافر - من مكان عمله في العاصمة تاجر مواد غذائية - بعد أن مهد له صديق المقام في ازويرات ، وحين وصوله لم يهدأ له بال مع مضيفه ولم يترك شارعا إلا ومر منه في سيارة البحث ولم يتركوا حانوتا إلا وسألوه دون جدوى ، وبعد أن يئسوا قرر هو منفردا اي " زيني " قبل أن يعود أدراجه أن يبحث وحده في السوق وعند مدخل السوق إذا بابن الخالة يحمل خنشة فاجئه زيني خلسة ممازحا له وحاملا معه الخنشة ومتسائلا في نفس الوقت عن أخيه الذي لم يكن يبعد حانوته عنهم سوي بضع خطوات ، اصطحب ابن الخالة زيني إلى محمد ليحدث اللقاء تعانقا توا والدموع تنهمر من عيونهما ، وأخذا يتجاذبا أطراف حديث طويل لم ينته بعد ..........
|