رابية منت امبيريك : عندما يصبح الإنسان فريسة الفقر وإهمال الدولة |
الثلاثاء, 10 مايو 2011 16:02 |
بداية الحكاية..ترقب والدة الطفلة القادمة من مدينة النعمة في الشرق الموريتاني - وهي تقلب بصرها يمينا وشمالا- بعد أن أيقنت بأن المرض لا بدله من مبالغ مالية لا تحلم في يوم من الأيام بأن تمتلك نصفها علي الأقل . تقول الوالدة " دب بنت محمد ولد امبارك " وهي تشرح مرض ابنتها الوحيدة " لقد جئت من مدينة النعمة وقابلنا الطبيب حيث أكد لنا أن الطفلة الرابية تعاني من وجود مسلك واحد للبول ولا بد من إجراء عملية جراحية مستعجلة وقام بإجراء العملية وهي عملية مرحلية حيث أخرج من خاصرتها ما يمكن أن يكون منفذا ثانيا للبول ، مؤكدا ان عملية أخري تنتظر الطفلة بعد أن تسمح سنها بذلك وغادرنا بها في هذه الحالة ومكثنا مدة في انواكشوط وعدنا بها إليه حيث أخبرنا أن العملية
ونحن بعد العملية الأولي والتي كلفت مائة ألف أوقية وصرفنا فيها ما نملك ومالا نملك قضينا في المستشفي حتي الآن ما يزيد علي خمسة عشر يوما في انتظار الحصول علي مبلغ العملية المرتقبة رغم تكاليف الدواء والسرير ". عذاب لا ينقطع..تقول الأم المسكينة هذا الكلام وهي تترقب ما تخبئه لها الأيام القادمة بعد أن
وفي هذه الغرفة من المستشفي الوطني بجناح الأطفال تتقاسم الوالدة مع بنتها الوحيدة هذا السرير منذ خمسة عشر يوما ولا حل يلوح في الأفق . وعلي سريرها لا شيء ينبئ عن بقايا طعام ولاشراب رغم أن الوقت باكرا بعض الشيء ، بقايا من ماء جلبته من الحنفية في المستشفي ، وحتي الدواء لا تملك منه إلا ما تستعمله في وقته فقط – إن وجدت من يشتريه - . يملؤ صراخ الطفلة ذلك البيت علي الأقل بسبب سوء الحالة والألم وربما الجوع وربما لو أدركت حقيقة ما يجري من حولها لكان بكاؤها أشد . تحاول الأم إسكاتها بشتي الوسائل مدركة أن الألم لن يزول عن الطفلة ولا عن والدتها إلا بعد العملية المنتظرة وهي عملية حتما إن قدر لها أن تتم ستكون شفاء للأم قبل البنت . الفقر هو المعيل للإسرة..والد الطفلة ليس لديه عمل ، ومنذ سنة وهو يتكلف علاج ابنته والوالدة كل عملها وجهدها منصب علي متابعة حالة فلذة كبدها الصغيرة ، والتي تصغر أمام عينيها وتتألم ، دون أن تملك لها حلا بعد أن عز المعيل واضمحل التكافل الإجتماعي وغابت الدولة ومؤسساتها الصحية عن رعاية الفقراء والمحرومين . ربما لو تخيل أي مواطن أو إنسان في هذا العالم أنه مكانها و في حالها ، لا مال ولا حيلة ، وحيدة فريدة كلاهما أما الأخري في غرفة واحدة وعلي سرير واحد لا يهم الولدة من المستقبل ولا من هذا العالم كله سوي اليوم الذي تستطيع فيه دفع تكاليف علاج ابنتها الوحيدة وهو يوم تراه بعيدا بعيدا . فهل من المحسنين في هذا البلد الكريم من يراه قريبا ؟؟؟ . ملا حظة : رقم الوالدة لمن يريد المساعدة هو 22218249 |