فاطمة بنت محمد الامين.. عام والمأساة في استمرار |
السبت, 20 أغسطس 2011 17:37 |
بداية المأساة: وحين تتجاوز فاطمة أزمة "بداية المأساة" تبدأ اختصارا من حين ظهور ورم بسيط في يدها اليمنى قبل رمضان الماضي بيومين... يزداد الورم شيئا فشيئا، وتواصل
مستشفيات ولا شفاء تمر الأيام والورم في ازدياد والألم في اشتداد ليتحول إلى اليد اليسرى، فتفقد السيدة يديها، مؤقتا على الأقل، ولا تبقى قادرة على خياطة الملاحف ولا على صبغها (المهنة الأساسية لفاطمة). وحين يصل الأمر هذا الحد تيأس فاطمة من الأدوية التي قدمها لها مستشفى العيادة المجمعة "كلنيك" فتتحول منه صوب "مركز الاستطباب الوطني، أكبر مستشفيات العاصمة، لتبدأ في رحلة فحوص ومواعيد وأدوية جديدة، ولكن هذه المرة مع التراجع الملحوظ في الدخل وبداية تدخل الأهل لما لم يعد زوجها قادرا لوحده على توفير احتياجات السيدة فاطمة. كانت نتائج الفحوصات التي أجراها المستشفى الوطني تؤكد أن فاطمة خالية من الروماتيزم "الزكار"، وبالتالي فالأطباء يبشرونها ببساطة ما بها، ويزودونها ببعض الأدوية. تعود فاطمة مرة أخرى إلى البيت حاملة آلاما شديدة، ليس في يديها فقط، وإنما في الرجلين أيضا. وبعد فترة من متابعة الأدوية التي أتحفها بها مركز الاستطباب الوطني والإدراك اليقيني أنما قيل لها حول بساطة ما بها مخالف لما تعايشه.. قررت التحول إلى وجهة أخرى عل أن تحمل الشفاء... كانت الوجهة الجديدة مستشفى عرفات الواقع قرب العمود 4 على الشارع الرئيسي في مقاطعة عرفات، وكانت المتابعة معه طويلة ولفترة تكفي لإثبات أو نفي نجاعة ما يقدمه من أدوية وعلاجات.
جاء المستشفى بجديد فأكد أن المرض الذي تعاني منه السيدة ليس أكثر من سل عظمي، وبدأ في علاجها على ذلك الأساس. مرت الأيام والليالي والآلام في اشتداد وفقدت السيدة القدرة على الحركة بشكل كلي، وأصيبت بشلل تام في الأطراف، ولم يعد للنوم مساغ، وجاء دور الأهل ليشتركوا في المأساة ليس من الناحية المادية (رغم قلة ذات اليد) فحسب، وإنما أيضا من الناحية المعنوية، فالسيدة تحتاج من يمسع آلامها، ويحركها يمنة ويسرة.. فهي لا تستطيع فعل أي شيء بنفسها. كادت أن تكتمل ستة أشهر وهي في هذا الوضع، لتبدأ مرحلة أخرى تحال بموجبها (رفقا بها ربما) إلى المستشفى الرئيسي بحي ملح، وعلى الرغم من ضعف الإضافة في هذا التحول، فالمستشفى الجديد على كل حال أقرب جغرافيا من سابقه.
حالة عائلية صعبة: فاطمة المريضة المسكينة متزوجة من زوج فقير لا يكاد يحصل على قوت يومه إلا بعد شق الأنفس، وليس له من وسيلة كسب سوى لعب أطفال تحول ظروف الآخرين المادية دون الإسراف في اقتنائها... ولا يساعده على هذه الظروف إلا الله فزوجته في أشد المرض وانبه الأوحد، بناته الصغيرات في حاجة إلى عناية لولا جدتهن "رحمة بنت بلال" (والدة فاطمة بنت محمد الامين) لضاعت هذه البراعم الصغيرة.
الجمعية النسوية وبصيص الأمل: وأخيرا لاح أمل جديد فاستطاعت إحدى جارات فاطمة أن تذكرها عند جمعية تسمى "الجمعية النسوية" كانت تستعد ليوم صحي. وما إن وصلت السيدة فاطمة لليوم الصحي واستفادة من مقابلة الطبيب حتى بدأت في مرحلة أخرى... كان أولى نتائج هذه المرحلة أن الطبيب استطاع أن يعطيها مهدئات آلام فنعمت ونعم ذووها من حولها بالنوم الذي لم ينعموا به منذ فترة...
شخصت الفحوصات المرض وبدأت مرحلة دواء كان من نتائجها حتى الآن أن السيدة فاطمة أصبحت تتحرك (من الجلوس إلى الاضطجاع والكعس) لوحدها، وبدأت يداها تتحركان وإن ببطء.
أصبحت فاطمة الآن نتيجة للتحليلات الصحية تخضع لعملية متابعة صحية من طرف مستشفى الإعاقة المقابل لساحة "بلوكات" وتنام بيسر وتتحرك وإن ببطء، ولكن ما زالت تكاليف الأدوية التي قد لا تزيد على آلاف معدودة تقف حجر عثرة أمام تقدم صحتها، فقد تفقد القدرة على توفير الدواء في أي لحظة.. كما أن تكاليف الحياة الصعبة ما زالت تحول دون العناية الصحية التي تحتاجها فاطمة. فهل ستنعم فاطمة بالصحة، وتعود لعملها وتسير على قدميها أم أن رحلة معاناة أخرى ما زالت في انتظارها؟ وللراغبين في الإحسان على السيدة ومواساتها يرجى الاتصال بالرقم التالي: 22172517.
|