الشيخ المصطفى ..ضحية لترهات مشعوذ .. وعفو الرئيس |
الثلاثاء, 13 ديسمبر 2011 13:08 |
لكن عوادي الأيام اختطفت ذلك الحلم الجميل قبل أن يصل إلي أولي محطاته . أما أمه خدجه بنت خطري فلها مع الأيام دمعة لا تخبو ومع المشعوذ قصة لا ترحم .فأن يفقد الإنسان فلذة كبده فذاك شيء لا يطاق .أما أن يسرق عليه بين عشية وضحاها من قبل من ينتظر منه الخير فذاك أشد ما يكون وأخطر ما تكون عقباه ..الشيخ المصطفي ولد علي قصة إنسان لا تخطر بالبال ولا يتصورها العقل البريء و لا تفهمها النفوس الفطرية .مرض أصابه في مقتبل العمر فجال به القدر إلي أن أرداه فريسة لترهات مشعوذ لا تفهم للشباب قيمة ولا تتصور له هدف, وما فتأت يكتوي بنيرانها حتى قذفته في بحر من المجهول لا أحد يتسطيع سبر أغواره. أما الأخت الأخرى امنيحه فلها مع قصة أخيها قصة لاتنسى، فهي التي لا تزال ترتبط بأخيها ارتباطا وثيقا مشدودا بحبل الأخوة العاطفي المتين .. تروي امنيحة قصة أخيها بكل تفاصيلها المريرة وتذرف الدموع أثناء وقفاتها مع تلك الذكريات الأليمة. موت الأحلام الشيخ المصطفي ولد علي من مواليد عام 1987 بنواكشوط قضي 18 سنة ينعم فيها بكل قواه البدنية والعقلية وأبلغته تلك السنون إلي مستوي السنة الخامسة من التعليم الثانوي كان خلالها من المتفوقين النجباء وفي عام 2005 أمطر بوابل من الجنون أوقف أحلامه الجميلة التي كان ينتظر تحقيقها علي أحر من جمر ولم يكن الأهل بمعزل عن أحلال ابنهم الفتي. فكانوا ينسجون من القصص أحلاها ويتمنون من الأيام أن تأتي بما يريدون . فكان مناطا لأمالهم ومستودعا لأحلامهم . وقف الجميع حينها يبكي حظه ويندب أحلامه لكن ذلك لم يمنعهم من مواصلة الطريق فلم يدخروا قليلا ولا كثيرا ودقوا كل أبواب العلاج المتوفرة فكان لهم مع مستشفي الأمراض العقلية أيام طوالا ومع "حجابة " نواكشوط قصصا طويلة في ثناياها تقلص تفاؤل الأهل وباتوا ينتظرون الخطوة القادمة لكن دون جدوى ف"الحجابة " لم يتسن لهم مع دروب الشعوذة الفلاح ولم يتمكنوا من معالجة الشيخ المصطفى ولد علي . رحلة الظلام بينما الأهل يواصلون الطريق التي أصبحت عندهم مقفرة لا تجربة تبشر بنجاح ولا أخري تدل علي بصيص خلاص إذ أشارت جارة والدة ولد علي عليها بأنها تعرف حجابا كبيرا قادرا علي أن يبدع الشفاء ويأتي بالخبر السار الذي انتظرته كثيرا .كان ذلك في عام 2009 فقبلت الأم المسكينة وأتي الحجاب الذي ألصق نفسه بنسب قوي وعريق عرف بالورع والصلاح فقال بأنه المدعي النينه ولد أبي ولد الشيخ حماه الله ووالدته الأمينة بنت اعل الشيخ ولد أممه . ورضيت الوالدة بما قال الحجاب وكان الوفاق معه علي مبلغ 50.000 لكن ما لبث أن أخبرنا بأنه ذاهب به في زيارة إلي أهل محمودن في روصو وفعلا كان الوعد الوحيد الذي وفي به في فصول هذه القصة وبعد أن جاء من روصو استضافته امنيحة وقضي معها 15 يوما تكرمه ليلا نهارا . وهو يداوي أخاها ولم تبخله أي كرم .تقول امنيحة كانت عندي مشكلة في قطعة أرض لي وما أن سمع ذلك حتى قال بأنه قادر علي حلها ولن تكلفه أكثر من اتصال هاتفي فاتصل علي من قال بأنه الجينرال ولد الغزوانى وكان يرفع سماعة الهاتف بشكل واضح وكان كلام المتصل عليه تتخلله من حين لآخر " نعم حيدره" وخلص معه بأن المشكلة ستحل ولا تتطلب أكثر من أن تصل إليه أوراق القطعة . في ذلك اليوم بالتحديد قال الحجاب بأنه سيذهب لقضاء ثلاثة أيام في نواذيبو .. .وهكذا ذهب بأوراق القطعة وذهب بما هو أغلي علي امنيحة من القطعة ذهب بأخيها الشيخ المصطفي . فبدأت حينها تتكشف حيل "الحجاب" الذي اسند ظهره إلي أسرتين عريقتين عرفتا بالصلاح منذ زمن بعيد ليتم بعد ذلك اكتشاف أن لا علاقة تربط "الحجاب " بالأسرتين.و قبل أن يذهب سرق خفية هاتف امنيحة – الحجاب يسرق ... يا سلام – من حيث لم تشعر . وذاك شيء غريب علي أهل الصلاح في بلدنا . وبعد أن وصل نواذيبو . في اليوم الثالث اتصل علي امنيحة ليخبرها بأنه علي نية السفر غدا إليهم وتكلم معها أخوها وأخبرها بأنه علي أحسن حال . لكن الحجاب كان يبيت نية سامة .نية غدر لا تستحق أن تبيت في قلب صالح حجاب . لم يكن الأهل يتوقعون أن الحجاب سيفعل ما فعل فأوصد الهواتف .وانسدت آفاق التواصل ولم تعد الأخبار متوفرة كما كانت وهنا بدأت التحركات . أعد الأهل ملفا وأودعوه عند العدالة الموريتانية . وبعد 15 يوما وفجأة اتصلت أخت امنيحة علي هاتفها المفقود فوجدته عند امرأة في نواذيبو والتي جادت هي الأخرى بمعلومات مثيرة مفادها أن الهاتف هدي لها من طرف "حيدرة" وسمته باسم آخر غير اسمه المعهود لدي أهل ولد علي فكانت الطامة الكبرى وبدأت الهواجس والوساوس الماكرة تصطاد من الأم الحنونة وأخوات علي . وتقرر بعث وفد من الأسرة إلي نواذيبو ليتحسسوا خبر الحجاب وحصل الوفد علي كثير من المعلومات أولها أن الحجاب كان في استقبال والدة له قادمة من الصحراء الغربية وأنه كان يقول للناس هناك بأن أخا امنيحة "عبده" والأشد من كل ذلك أنه كان يعذبه العذاب الجسدي الشديد – هنا تبدو امنيحة وقد اكتست لونا جديدا و شعرت بشعور شدني لتجاوز النقطة مخافة من إثارة العاطفة – وتأكد لدي الوفد أن الحجاب يوجد حينها بدار النعيم .عاد الوفد بعد أن نجح في مهمته وبدأت مهمة أخري وهي البحث بيتا بيتا وكزرة ..عن الحجاب في دار النعيم وكان الأهل قد قسموا أحياء المقاطعة علي فرق البحث ولم تكن الأم بعيدة عن المشهد فهي التي اتجهت إلي الحي الساكن أما امنيحة فاتجهت إلي حي لغريكة فكان أن وجدت الأم والدة الحجاب في الحي الساكن ووجدت امنيحة أجداده في لغريكة وأبلغوا النبأ. هنا قالت والدة الحجاب لوالدة الطفل المفقود أنها بريئة من ابنها الحجاب .واتصلت والدة الحجاب عليه وأخبرته بأن عيونا تبحث عنه وعليه الفرار. لم يفعل وهكذا حال المغرورين ففضل مواصلة المشوار معتقدا أن الحيل تستطيع مجابهة الموقف الحرج .فاتصل علي امنيحة وقال لها بأنه في انواذيبو يبحث عن أخيها وقد استأجر 20 سيارة لعملية البحث . لم يكن الخبر ذا أهمية عند امنيحة التي اكتشفت أن المتصل موجود في نواكشوط . حينها أحيل ملفه لمفوضية "لكصر رقم 1" .
وقرروا البحث عن الحجاب مرة أخري فوجدوه فعلا بدار النعيم يحتمي بعمه الذي يعمل في مفوضية لكصر " رقم واحد 1" . و استجلب عنوة إلي مقر المفوضية وبدأت تحقيقات الشرطة وفي اليوم الموالي أجد أهل المفقود الحجاب في ثكنة المفوضية وكأنه ضيف كريم كل ظروفه طبيعية لديه " مطلة .. وأمبدو ...والشاي ...." فسألت امنيحة الشرطة لماذا وضع المجرم بهذه البساطة وأخوها فأخبروها بان الأمر لا يعنيها في شيء .. أحيل الملف للعدالة وبدأت المحاكمة وحكم عليه بالسجن لخمس سنوات وبغرامة مالية قدرها 1.200.000 من الأوقية لكن أهل المفقود طعنوا في الحكم ومع ذلك بدأت جولة الإعادة ومعها عاد التحقيق من جديد وكلف أهل المفقود 170000 كتعويض للمحقق الذي بدأ عمله حينها في عام 2009 وبينما هو يواصل حلقات التحقيق حتى جاء عيد الاستقلال الذي أصبح عيدا ناقصا عند كثير من الحقوقيين حيث ضحي فيه نظام ولد الطائع بالعشرات من الزنوج الموريتانيين في ما يعرف ب"إنال" وضحت فيه بالعدالة التي كان ينتظرها ملف ما هو إلا جزء من مئات الملفات التي تزخر بها مباني العدالة المغيبة بسبب سيطرة السياسة المثخنة بجراح المحسوبية والزبونية وكل شر مستطير .. عـفو الرئيس
في عيد الاستقلال وبسبب مكرمة من رئيس الجمهورية عفي عن الحجاب الذي سرق حلم خديجة وامنيحه وكثيرين. فتعجب لذلك المحامي لأن العفو لا يحق قانونا لمن ملفه مثل هذا ..عجز أثير الاذاعة وشاشة التلفزة الوطنية وصفحات الشعب أن توصل صوتهم الخفيض . أهذا جزاء المسيء ؟ أهذه هي العدالة التي جند لها القضاة والمحامون ؟ أهكذا ينام اللصوص ملأ جفونهم في بلاد العلم والعلماء ؟ أهكذا علي خديجة أن تصبر والمظلوم طليق يسرح في فضاء الحرية ؟ هل أصبح نظام رعاية الضعفاء و رءاسة الفقراء يرعي سرقة أولاد بنات حواء ؟ أهكذا يحكم الناس في عصر قوة الضعفاء الذين حولوا قادة الأنظمة الاستبدادية في العالم العربي المجاور إلي هاربين وسجناء بل إلي مقتولين الله أعلم بحالهم ؟ قسما سيأتي اليوم الذي تأتي فيه العدالة لتنصف هؤلاء وغيرهم الذين إما سجنوا ظلما أو أطلق سراح ظالميهم .. الحجاب هذا له قصص كثيرة مع أهل نواكشوط ونواذيبو قصص كلها تحتاج لعدالة منصفة وإن لم يحن موعدها . أما اليوم فإن امنيحه تطالب رئيس الفقراء بالتدخل لإنصافها من ذلك الحجاب أو السارق أو المشعوذ كما تطالب كل من يستطيع مد يد العون من الحقوقيين و المدافعين عن الإنسان أن يسارعوا كما تؤكد أن لا راحة للمظلوم مادام أن العدالة هكذا تسير ..فهل من سامع ؟ الشيخ أحمد ولد يحي
|