ميمونة وامباركه شقيقتان للهم والمأسأة..."قصة استعباد "
الاثنين, 12 مارس 2012 11:40

 

امباركه وميمونة وصغيرهما أخيرا في مكان آمن في انتظار تدخل القضاءامباركه وميمونة وصغيرهما أخيرا في مكان آمن في انتظار تدخل القضاءامبارك 14عاما وميمونة 10سنوات شقيقتان قادمتان من بلدة "أزماد" التابعة لمقاطعة انبيكت لحواش  هاربتان من عذاب العمل والكيل بمكيالين وسلطة أسياد لم يرحموا سذاجة ميمونة ولا جهل أختها الكبري أمبارك ,فكان سيدهما  الشيخ أحمد ولد الصيام من أولاد سيدي من قبيلة "لقلال" يوظفهما أسوء توظيف في  الأعمال المنزلية التي لاتنتهي زيادة علي السقي ورعي الإبل والغنم والذهاب بها أينما وجد الكلأ.....

قصة حياة ....

 

تقول امبارك كثيرا مافكرت في الهرب نتيجة للعذاب الذي أذوقه أنا واختي  لكنني كنت كلما عرضت الفكرة علي ميمونة رفضت : ربما كانت خائفة : لقد كنا نفعل كل شئ من إعداد الطعام وجمع الأحطاب., ولاننام في الخيام كما ينام الأسياد ونحن قتيات بل كنا ننام , ميمونة في الغنم التي ترعاها ,وأنا كنت انام في الإبل ’ لا اعرف شئ من انواع العذاب والضرب   لم نتعرض له , كلما ارتكبنا ابسط الأخطاء .....

أم رغم أنفها ...

 

تلك بإختصار هي الكبري امباركة التي تم اغصابها من طرف أحد الرجال الولف الرعاة في فيافي باسكنو , حيث كانت ترعي ابل اسيادها , فتعرض لها مامادو واغتصبها  دون أي شاهد سوي الله علي القضية , وهي حامل لم تضع جنينها وتفكر هي و  ميمونة  الصغري التي تعرضت للضرب المبرح ليلتها  في الهرب.

طريق الهرب...

 

في ليلة كان القمر فيها باديا في كبد السماء  كانت ميمونة وامبارك قد قررتا  الهرب والمجازفة ولم تطرح الفتاتان القاصرتان الحامل والصغري  احتمال الفشل , أعدت ميمونة وامبارك ما تتتزودان به من الماء ووضعتاه في مقدمة الطريق , وعندما هدء جو تلك الليلة وخلد الجميع الي النوم , بدأت رحلة الحرية .


, يقول المعلوم وهو الناشط في منظمة نجدة العبيد التي تبنت الحالتين , وجدت اكثر من 60 حالة استعباد  حالات  اسعباد  عديدة  هرب أصحابها من أسيادهم في ولاية الحوض الشرقي كان معظمها يتوجه الي  مقاطعة باسكنو.

ميمونة وامبارك الهائمتان علي غير هدي  وظفت لهما الأقدار رجل الطوارق الاعجام الذي يعرفهما : المان ولد اخميس " الذي قالتا   له إنه هاربتان من أسيادهم "أعربهم " وعليه مساعدتهم , بدأ العجمي خائفا في البداية مبررا خوفه ذلك أنه يخاف أسيادهم ,لكنه اقتنع في النهاية بمساعدتهم  علي الهرب ...


مشيا علي الأقدام قطع الثلاثي عشرات الكليومترات وصولا الي مقاطعة  انبيكت لحواش

الخطة "باء"..

إذا كانت وجهة الهرب باسكنو فيهي وجهة مكشوفة قد تأدي الي فضح الأمر برمته , توجه المان والفتاتين الي انبيكت لحواش بإعتبارها لا تشكل مظنة لتواجدهما, وصلت الفتاتان الي انبيكت لحواش ووضعت امبارك جنينها . بعد  أيام  شيوع القضية من قبل ممثل نجدة العبيد , حينها اجري الدرك تحقيا بأمر من الوالي ووكيل الجمهورية  وأرسلت الصبيتان الي النعمة , ثم فتح القاضي تحقيقا في القضية .

أقارب المتهم في القضية اقنعوا الأخت الصغري بالقول أن المان ولد لخميس هو من اغتصب  امبارك , ووعدها احدهم انها إذا شهدت هذه الشهادة سيرجع لها إخوتها الصغار الذين مازالو ا عند الاسياد يأجرون تمام كما  كانت ميومونة وامبارك اجيرتان للمدعو انجيه ولد الستي الذي كان بدفع  لسيدهم نهاية كل شهر وهو المحكوم عليه بالرقابة القضائية في قضية سابقة مماثلة

نجدة العبيد من خلال الناشط المعلوم أخذت الحاتين و أبلغت بهما  وسافر بهما المعلوم الي نواكشوط ليري الجميع حسب بوبكر مسعود رئيس المنظمة أن العبودية مازالت موجودة  وأن الجهود المبذولة في الحد منها تبقي مجموعة قوانين وحبر علي ورق .


ميمونة وأمبارك اليوم حرتان تتنفسان نسائم الحرية وإن كانت الاخيرة تطالب بحرقة مساعدتها في اخذا اخويها  السالم والحامد اللذين مازالا عند اسيادهما يتجرعان من نفس الكاس ,  وتحمل القاصر في يدها طفلا إن كانت اكبر منه فبعشر سنوات لا تعرف كيف سيأخذ لها حقها من أبيه الفلاني .

 

 

محمد الدد – نواكشوط

 

ميمونة وامباركه شقيقتان للهم والمأسأة...

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox