صنكرافة ... المواطنون يكتوون بنار الجفاف ويملون تغافل السلطات |
الخميس, 19 أبريل 2012 22:49 |
في مدينة صنكرافة بولاية لبراكنة يتحدث السكان عن تأثيرات خطيرة خلفها الجفاف، الذي يحكم السيطرة بقوة على مختلف مناطق موريتانيا، نتيجة لشح الكمية التي تساقطت في هذه السنة من الأمطار، حيث أصبحت المدينة تعيش بشكل مستمر على وقع جفاف خلف مآس كثيرة، جعلت المواطن يخاف حتى على نفسه من بأس الكارثة، بالرغم من تدخل السلطات المتمثل في عملية "أمل 2012" التي حشدت لها السلطات كثيرا، وأكدت أنها ستكون منقذا للمواطن الموريتاني من الجفاف الذي حل به، لكن المواطن في هذه الربوع المهددة يقول شيئا آخر قد لا يتفق مع قول السلطات. حديث الجفاف.... يقول المواطن الموريتاني في مدينة صنكرافة "عبدالله" إن هناك أزمة كبيرة، فالحيوانات ماتت جوعا وعطشا، المياه في ندرة، الجيف في كل مكان، هناك طبيب واحد ويعمل 24 ساعة هو إنسان ماذا لو مرض لا قدر الله؟,النظام المتبع في تقسيم العلف لا يمكن أن يغطي حاجيات الناس، المواطن يقضي وقتا طويلا لأجل "كيل واحد"، هكذا يحصي هذا المواطن المنهك تعبا، - بحثا عن قوت عياله- ما خلفه الجفاف في بلدة صنكرافة من مآس خطيرة. ويؤكد "عبد الله" أن الحل الوحيد لمشكل الجفاف هو أن يعرف الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أن من يقدمون له التقارير قد "قعروها بمن قبله" ولذا عليه إذا كان رئيسا للفقراء حقا لأن لا يستمع إليهم، حسب تعبيره. من جهته يقول المواطن محمد ولد ابراهيم إن الجفاف يضرب أطنابه بقوة، والحيوانات قد بدأت في النفوق منذ أول الزمن". وقد تحدث أكثر من مواطن موريتاني للسراج عن نفوق مئات الأبقار والأغنام، جراء الجفاف الماحق، الذي تعيشه المنطقة عموما. "أمل 2012" في صنكرافة... هنا ستقوم بتقديم اللام على الميم "أمل"_ "ألم" حتى تعبر عن حقيقة اسم العملية، حسب أحد شباب المدينة، فكثيرة جدا هي الانتقادات الموجهة لعملية أمل 2012، وكثيرة جدا هي الأحاديث المختنقة التي تسمعها من المواطنين، حيث تشكل ممارسة الظلم وشيوع الجور، القسط الأكبر من أحاديث أناس لا يملون من لوم الجهات الرسمية. الحرب ضد الجفاف إذا لم تمر بالعدل بين الناس، لن تكون ذات فائدة، لأن العدل رهان لكل من يريد النصر على عدو لا تؤمن مخلفاته حتى على البشر "الجفاف"، هكذا تقول مسنة صنكرافية قد أكلت عليها يد الدهر وشربت. "كيل واحد" وأمور متواضعة ألف مرة، يظل الناس في الصفوف والشمس تمحصهم، حتى لكأن المتنافس عليه ذهب غال أو مال وفير، أو بعبارة أخري العملية ليست أكثر من "عيطة أكبيرة والميت فار"، حسب ما يقول بعض الناس هنا. بينما يقول المواطن المسن أحمدو ولد احبيب إن العملية خففت من حدة المأساة التي تعيشها المدينة وتحتاج إلي تمديد وإعادة نظر. حتى تستطيع أن تكون على مستوي الحدث. لعنات للسياسيين... يقول محمد إن السكان هنا لا يعرفون السياسيين إلا في أيام الحملات الانتخابية، حينما تكون الحاجة ماسة لصوت المواطن وضميره الذي يبيعه دائما في موريتانيا بثمن باهظ، لكنه كالكبريت الأحمر الذي يذكر ولا يري، ثم تجدد البيعة بعد أن ينسي المواطن، وبعد أن يأتي السياسي بوجه جديد وعقد جديد وثمن جديد، وربما منصب جديد، قد يكون أرفع من سابقه في دنيا النفوذ والصعود المثير حتى منطقيا. "المنتخبون لا يعرفوننا إلا في الحملات"، بهذه العبارة يعلق المواطن الشاب محفوظ، على تعامل المنتخبين مع المواطن في الوطن كله وفي صنكرافة خصوصا. رسائل إلي رئيس الفقراء... احمدو ولد احبيب شيخ كبير قال لي هامسا في أذني "بلغ سلامي لرئيس الفقراء والمساكين، وقل له إني أعرف أنه طيب، لكن من دونه من الناس لا يتمتعون بالوطنية إطلاقا، وعليه أن يعرف أنهم لا يبلغونه الحقيقة". البائع في المربط فضل عدم الكشف عن اسمه - مع أنه سمح بصورته- قال إنه لا يطلب من رئيس الفقراء أكثر من فتح شارع للمربط، وذلك مطلب ينضم إلي آلاف المطالب الذين ترتفع مباشرة وفي معظم بقاع البلاد، ويخصون رئيس الفقراء منذ أن لقب نفسه بلقب "رئيس الفقراء". حل بنكهة رأي المواطن.... مما لا شك فيه أن مدينة صنكرافة تعيش اليوم واقعا قاسيا، كغيرها من المدن الموريتانية التي زحف عليها الجفاف، ولذا لابد من البحث عن رؤية واقعية، علها أن تخفف من حجم الكارثة، وإذ تثبت الأيام أن أي حل لا رأي للمواطن فيه لن يستطيع أن يغير من الأمر شيئا، لذا يري المواطنون هنا أن العمل بقاعدة تقديم الأولويات مسألة مهمة جدا، فتوفير المياه أولي من أي شيء آخر، ثم التقسيم العادل لما توفر ولو كان قليلا، وإبعاد النفوذ قليلا عن مشروع ظاهره فيه حب الخير للمواطن، وباطنه فيه من العذاب والظلم واستشراء المحسوبية ما لا يعده العادون. حسب من صهده لفح الظهيرة وهو يكافح من أجل "كيل واحد". موفد السراج ---- مدينة صنكرافة بولاية لبراكنة |