أطفال آفطوط ... ضحية للتخلف والفقر والمنظومة التربوية |
السبت, 21 أبريل 2012 08:48 |
يعيشون بعيدا جدا عن صراع الأفكار، المحتدم بين أطفال العالم، لا يعرفون من الطفولة إلا عذاباتها، ولا يرون أن في الوجود طريقة للحياة غير التي عاشها جدهم العاشر، يتوارثونها، كأنها أمر مقدس.
قد يكون العجب شديدا، من وضعية شاب بلغ به العمر تسعة عشر عاما، وهو لا يعرف رئيس بلاده، ولا الذي سبقه، ويظن أن كنكوصة دولة وحدها، وأن موريتانيا دولة وحدها، وأن فلسطين لا تبعد إلا بضع كيلو مترات عن "دولة كيفة"!!!!... إنه الشاب "محفوظ"، الذي درس ثلثي المرحلة الابتدائية، ولا زال كيوم ولدته أمه، لم يزدد من سنوات عمره"19"، إلا أنه يعرف بعض أطفال كنكوصة، وبعض عامة الساكنة، ليبقى شاهدا حيا على ضياع جيل، يعول عليه أن يتسلم الزمام بعد غد، ويبقى شاهدا على فساد منظومة تربوية لدولة خمسينية أوشكت على الشيخوخة،،.
لن يكون محفوظ محفوظ وحده من يعيش وضعية كهذه، بل إن "المجفوظين" في بلاد الشناقطة اليوم كثر. ركود الأحلام... في مثلث الفقر، تختلف أحلام الأطفال عن أحلام أطفال الدنيا كلها، حيث يتخلص الواحد من أحلامه عند أول مراحل عمره، ويتأكد لديه أن لا طريقة للعيش والتفاهم مع الناس إلا التي كان عليها جدوده.
في عالم الفقر كل الحياة معقدة، حتى حياة الأطفال الصغار.... إهمال في إهمال...
ويرى البعض أن حياة الناس هنا تفرض عليهم العناية بالحيوان أكثر من الإنسان، وإن الرهان على الأطفال من أهم الرهانات. أما الرعاية الصحية، فلا يجد لها هؤلاء سبيلا، لأنهم ببساطة، في آفطوط وفي موريتانيا..... وكأن آفطوطات العام ليست مثل آفطوط موريتانيا...."آفطوط: الأرض المستوية".. فإلى متى وأحلام الأطفال تموت كما تموت راحتهم، وحقوقهم؟؟؟. موفد السراج..... من قرى آفطوط |