لحدة الجفاف وندرة العلف... البقر في آفطوط يأكل حيه ميته |
الأحد, 22 أبريل 2012 17:24 |
في عام يخشى على الأنفس والثمرات من بأسه، لم يجد البقر بدا من أكل ميته، أو البقاء حيث يبيت، في مشهد يختزل كل معالم البؤس، ومعاني الجفاف، في فيافي آفطوط الشرقي تصادفك بين الحين والآخر مشاهد قد تكون لأول مرة تراها منذ سنين، حيث لم تستطع علمية "أمل 2012"، أن تقضي عليها، وما دامت على وضعيتها الحالية فإنها لن تستطيع مستقبلا أن تقضي عليها، حسب مراقبين محليين. البقر وأمل2012... من المعروف أن البقر لا يفهم خنشة أو اثنتين، ولا يحب "الكيلوات"، ولا يرضى بها، ولو كان ذا عقل ولسان حساني فصيح لقال للحاكم والعمدة ووزارة التنمية الريفية والوزير الأول "أبدي ..أنا الكيلوات ما يزول ش وش ماه الأطنان ما ندورو". محمد إبراهيم منمي يملك من البقر ثمانين رأسا، مات ثلثها، وما تبقى يردح اليوم تحت وطأة الجفاف، وهو عرضة للنفوق في أي وقت، نتيجة لقلة ما هو متوفر من العلف، ونفاذ ما في الأرض من الحشيش. محمد إبراهيم يقول إنه يقتات لعياله بما كانت حيواناته توفره، واليوم لم تعد حيواناته كسابق عهدها، وهو لا يحسن من العمل إلا تسيير حيواناته. يتحدث محمد إبراهيم عن "أمل 2012" حديثا ذا شجون، ويطعن فيه طعنا، ويقول "أكبيل ما إج"، فالناس اليوم حسبه يظنون أننا في خير وعافية وأن عملية تقسيم الأعلاف، قد خففت من حدة، ما نعانيه من جفاف ماحق، وهذا ليس واقعا، إنه الكذب". الهجرة البقـــرية... هاجر البقر في "عام 2012"، ربما يحدث التاريخ الناس بعد سنين، أن ملايين الأبقار الموريتانية هاجرت، خوفا على أرواحها، واحتجاجا على "عملية أمل 2012". ويمكن للناس أن يقولوا إن الأبقار خرجت في مسيرات مليونية تطالب بالعلف، غاضبة على حكام بلدهم أغلبية ومعارضة، لأن البقر ببساطة لا يصوت في الانتخابات ولذا فهو غير مهم، فالسياسيون الموريتانيون لا يهم أغلبهم إلا من يصوت في الانتخابات، أم البقر والحجر فلا يجدون من يهتم لهم من رجال السياسة. حدثنا العشرات من المنيمن أن أبقارهم هاجرت إلي دولة مالي المجاورة، بحثا عن ما تسد به الرمق، بعد أن خيم الجفاف على مراتعها القديمة، فهمس في أذنها أنه من الأفضل لها الرحيل، ففهمت و خير المنادى عليهم من يفهم، وإن كان بقرا، أو..!!!... من أجل أن ينقد ما تبقى من الحيوان ينبغي أن تتخذ الإجراءات اللازمة، إما بتدعيم أمل 2012، وتنقيتها من الشوائب المحدقة بها، أو إما أن تستحدث أمل جديدة على اسس سليمة، وإلا فإن المواطن الموريتاني في خطر، تتسع دائرته يوما بعد يوم. موفد السراج.... من آفطوط الشرقي
|