في قرية "أذن الفرس" ...السكان يهددون بالهجرة عن أرض الأجداد!!! |
الأحد, 22 أبريل 2012 20:43 |
قرية "أذن الفرس" هي قرية من قرى الشرق الموريتاني التي تعيش تحت رحمة الجفاف المدقع ، المحكم سيطرته بقوة على المنطقة الشرقية، لكن مما يميزها أن السكان أصبحوا يفكرون في مسألة بالغة الخطورة، بسبب ما تعانيه من موجة عطش عارمة، حتى أنهم أصبحوا يخافون من الموت عطشا، بكل ما في الكلمة من معنى، ولا يحتاج ساكنتها اليوم لشيء حاجتهم إلى الماء الشروب. "لولا أني أخرجت ما خرجت"... أصبح ساكنة القرية اليوم يدخلون إلى مجالسهم حديث الهجرة عن مرابع أجدادهم، وموطن نعومة أظافرهم، تحت إكراه العطش، ولا يريدون من السلطات والساسة و"أهل الدولة" – كما يقولون-، إلا أن توفر لهم ماء يشربون منه. سعد بوه ولد أبراز، هو أحد وجوه القرية الذين عاشوا فيها حياتهم كلها، لم يبرحها قط، ولم يكن يفكر في ذلك، إلا أن الأيام تأتي بما لم يكن في مخيلة الإنسان، فهو أصبح اليوم يقول بصريح العبارة، إنهم إذا لم يجدوا ماء، سيرحلون عن أرض أجدادهم، التي سلجت الأيام فيها ذكريات قد يسيل الدمع كثيرا عند تذكرها بعد الفراق. سألته كيف تترك أرض أجدادك؟، فسكت قليلا ثم رد علي، الأمر صعب جدا جدا جدا، لا نحب أن نترك أرض أجدادنا، إلا أننا مهددون بالموت عطشا!!!. مسنون وشباب، وأطفال قد يجدون أنفسهم بعد حين في مكان ما!!! من موريتانيا، في حال تحول كلامهم اليوم إلا واقع. "كلام الحملة" ليس ماء يشرب..... بكل بساطة وبدون أن يسمعوا عن "ضرورة الفهم السريع في عالم العرب اليوم"، أصبح سكان قرية "أذن الفرس" يفهمون جيدا، أن كلام السياسيين الموريتانيين ليس ماء يشرب ولا طعاما يؤكل ولا أعلافا، تقدم للحيوانات الجائعة.تقول توت بنت أمو إن النساء والأطفال هم من يتولي استجلاب المياه (أجبيد) من الآبار "30 ميتر"، وبعد أيام سنكون على موعد غير سار، بموجبه سنكون مضطرين إلي استيراد المياه من منطقة البهكة التي تبعد منا 20 كيلو ميتر، أو منطقة زبردة التي تبعد عن قريتهم 15 كيلو ميتر. "السياسيون في كل مرة يقولون سترون الماء" لقد سئمنا من كذبهم، يقولون ما لا يفعلون"، هكذا تعبر توت عن تعامل الساسة معهم. وتضيف "لم نجدهم إلا في زمن السياسة"، يلعبون بنا لكنها "مرة وحده كال شواي الزبدة"، لن ننتخبهم إلا بعد أن يشرعوا فيما يقولون. ويحدثك الناس هنا أنهم دائما يسمعون في إذاعة موريتانيا أن الحياة بخير، وأن الدنيا قد تحولت إلي جنة الفردوس، إلا أن الواقع يفند ذلك، حسب السكان هنا.تقول توت ،نقول للجهات المعنية: "الشعب يريد الماء". قرية "أذن لفرس"، لا تصلها السيارات إلا بشق الأنفس، وفي حالة مرض عاجلة، لا يجد المريض بدا من أن يقضي وقتا طويلا بدون أن يصل إلي طبيب، مما يجعل حياته في خطر. عاطلون عن العمل.... في قرية "أذن الفرس" تقيد البطالة بسلاسل الجفاف الجافة، معظم الشباب، حيث مررنا بالقرية الساعة العاشرة صباحا، حيث ينبغي أن يكون الوقت وقت عمل، فوجدنا معظم شباب القرية، يتجولون بين بيوت القرية، لا هم لهم، ولا يفكرون في شيء، مما يجعل طاقات شبابية تهدر بدون مردود. موريتانيا دولة فقيرة، لم يجد حملة الشهادات فيها فرص للعمل، فكيف بمن لا شهادة لهم، هذا ما يقوله لك أحد الشاب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، مع أنه لم يمانع في نشر صورته، وتلك عقلية غربية في عالم الإعلام، أن يمانع المقابل من نشر اسمه ولا يمانع من نشر صورته، مما يدل على أن الناس هنا بحاجة، -إسقاطا على هذه العقلية- إلي تطوير العقليات والأفكار، حتى يتمكن الناس، من مسايرة عصرهم. موفد السراج...... قرية "أذن الفرس" بولاية غوغول |