في كنكوصة... الفقراء أكبر متضرر من نقص الخدمات الصحية |
الاثنين, 23 أبريل 2012 23:25 |
في مستشفي كنكوصـــــــة بولاية لعصابة، يشكوا الفقراء، ومن لا مال لهم من شح الطريقة التي يحصلون بها على الدواء، ويتلقون بها العلاج، بسبب قلة المعدات الطبية المتوفرة، بالمدينة، وصعوبة التواصل بين المدينة والمدن القريبة منها، مما يجعل حياة المواطن في خطر، في حال اضطراره لعناية طبية مستعجلة، ويتحدث المواطنون هنا لموفد السراج عن حالات كثيرة، كان ضحيتها المواطن الضعيف. فالمستشفي لا يستطيع معالجة الحالات المتوسطة، أحرى الحالات الخطيرة، ومع ذلك لا يتوفر إلا على سيارة إسعاف واحدة، يظل الطابور قائما عليها في بعض الحالات، وليس طابورها كالطوابير العادية، التي تملأ موريتانيا، لأن المنتظر ببساطة هو مريض يلسعه الألم، لحظة بعد أخرى، وتتكاثر عليه العذابات كلما امتدت فترة الانتظار. مشاكل جوهرية..... يقول السكان إن المستشفي لا يستطيع حل مشكلة "ضرس"، ولا يتوفر على جهاز راديو بسيط، حيث أن أي إصابة كسر تتطلب من المريض، أن يرفع إلى مستشفي آخر. وقال المواطنون في حديث مشترك للسراج إن أكبر مشكل تعاني منه المدينة هو ضعف الخدمات الصحية، وعدم قضائها للحاجة، فالطب لا يوفر أكثر من استشارات بالغة في البساطة والتواضع. ويتحدثون عن إهمال كبير من الأطباء أنفسهم، ويقولون إن المقاطعة لا صحة فيها، نظرا لتراكم المشاكل، وضآلة الأجهزة، إضافة إلى أن الطريق وعر للغاية، والسير معه يكلف المريض ثمنا غاليا، إن لم يحصد روحه. ولا تتوفر المدينة على صيدلية توفر الأدوية اللازمة للسكان، ويؤكدون أنه بمجرد أن يسدل الليل سدوله، تغلق كل الصيدليات، أبوابها، ومن احتاج للدواء في وقت بعد العصر، أهون عليه أن يخرج جملا من سم إبرة، من الحصول عليه. الاستثناء الوحيد..... مررنا بعدة مقاطعات وبلديات وبوادي وقرى في مثلث الفقر، ومعظم الناس ناقم على الجهات الرسمية، إلا حاكم مقاطعة كنكوصة سيد أحمد ولد أحبيب، فإن معظم المواطنين قالوا لنا إنهم لم يروا حاكما مثله، وأكد أحدهم أن موريتانيا لا تحتاج إلا لعشر حكام مثله حتى تنتهي متاهات الإدارة في البلد. ولد أحويبيب، يقول السكان إنه لا يجلس في مكتبه ويترك المواطنين في مأساتهم، بل إنه يقف معهم في العراء، ويسكب العرق من جبينه معهم، كما يقول المواطنون هنا. وقال أحد المواطنون إنه يطلب من ولد أحويبيب أن يقيم دورة تكوينية للحكام، ويتعلموا منه كيف يتقربون للمواطن، ويحلون مشاكله. دونية الفقراء.... قدر الفقراء في موريتانيا أن يكونوا ضحية دائما لنفوذ النافذين، وسلطة المتسلطين، ولم يسلم مستشفى كنكوصة من ذلك، حيث حكى الناس لنا قصصا كثيرة، كلها تدل على أن المواطن الفقير، لا يجد بدا من العيش رغم ما يعانيه، وما يلحق به من مثالب البؤس. ساعة قضيناها في المستشفي، صادفنا حالة تختزل الوضعية الصعبة التي يعيشها المستشفى، وتحدث تلك الوضعية عن مأساة دائما ما تتكرر. وجدنا غالة، وهي تتنفس بحرج شديد، بدون أن يكون بجانبها طبيب، وإنما هي وأمها وبعض الأقارب، وقد قرر المستشفى رفعها، لكن حالة أخرى قدمت عليها، وبقيت تنتظر حتى تعود السيارة، رغم أن تكاليف سيارة الإسعاف البالغة 15000 الفا، مجحفة بهم ألف مرة. وتحدثك والدتها أسويلكة بحرقة عن وضعية ابنتها وإهمال الأطباء، لحالها الذي لا تحسد عليه، ولا تنسى ككل من له مشكلة اليوم في موريتانيا، أن توجه رسالة لرئيس الفقراء محمد ولد عبد العزيز، قائلة" كولي لولد عبد العزيز أن ما عندي يكون مولانة وهو، وأران طالب منو يعرف لش". فإلي متى والفقراء في وضعية استثناء؟، إذا طالبوا منعوا، وإذا قالوا، يتغافل عنهم، بالرغم من أن مستقبل الشعوب اليوم يرسم بهتافات، البسطاء من الناس في العالم العربي.، الذين حرموا من الإبلاغ عن صوتهم، كما ينبغي، فكانت درة الفعل أن فعلوا ما فعلوا، حتى أصبحوا حديث الكرة الأرضية بكاملها. الفقراء في كنكوصة ككل الفقراء يعانون من الجوع والحرمان، ويعولون على عناية الخالق، ويطلبون من الساسة، أن لا يعودوا لجمع الأصوات إلا وبين أيديهم المشاريع التي تحدثوا عنها قبل سنين في الحملات الانتخابية، التي يكثر فيها الحديث عن تحويل الأرض إلي جنة وحياة الناس إلى رحمة وفضل، وما إن يؤذن مؤذن نهايتها حتى تعود الأمور إلي سيرتها الأولي، وكأن الناس كانوا في عالم الأحلام... موفد السراج..... من مقاطعة كنكوصة بولاية لعصابة |