" أولادنا أكبادنا "
السبت, 13 نوفمبر 2010 19:02

ما أن تلد المرأة أول مولود لها حتى تملأ الفرحة أرجاء البيت ويعم الابتهاج الذي يتجلى في أكبر صوره لدى الرجل الذي يعد العزائم ويحضر الهدايا لزوجته ولمولودها الجديد وتستمر الفرحة لتشمل المولود الثانى وربما الثالث والرابع.


تزداد الأم فرحة بأبنائها وتزداد اطمئنانا واستقرارا وتعتقد أن الروابط بينها وبين زوجها صارت أقوى وأن مصيرهما صار مشتركا ويجب على كل منهما أن يتجرد من ذاته ويوجه كل اهتمامه إلى صغاره الذين هم كل أمله في هذه الحياة ولاغرابة فى ذلك فالحيوانات تتعهد صغارها حتي تبلغ أشدها لكن المسكينة تنسى أوتتناسى ما حل بزوجها من تغير اتجاهها.
لقد أصبح يغضب باستمرار ولأتفه الأسباب ويتغيب عن البيت كثيرا مع أن البيت يحتاجه أكثر من ذى قبل فاحتياجات الأطفال تثقل كاهل زوجته فهم يحتاجون إلى التعليم المستمر للقيم والعلم والأخلاق كما يحتاجون إلى الحنان الذي ينقص شيئا فشيئا لدى أمهم المسكينة التى تساورها شكوك تنقص سعادتها  من حين لآخربعدم وفاء والدهم لها وذلك من جراء معاملته لها  تلك المعاملة أو المعاشرة التى تدل إن دلت على شيئ على أن الرجل تغير من ناحيتها أو على الأصح صار يفكر في الخلاص منها ويعتبرها وأولادها عقبة في وجه سعادته. تحاول المرأة جاهدة تفنيد ما تراه وما تحسه وتحاول إخفاء ما تتعرض له من إهانات عن الآخرين وحتي عن أقرب الناس إليها فهي ما تزال تأمل أن يعود زوجها إلى رشده ويكملا مهمتهما النبيلة (تربية الأبناء وبناء أسرة صالحة تشكل لبنة في بناء مجتمع مسلم صالح) ولكن الأمر لن يطول كثيرا فالرجل يخطط من ورائها للتعرف على أخرى أكثر نضارة وشبابا قد تجعله أكثر سعادة ولا يلبث أن يظفر بها بعد بذل كل ما لديه من جهد مادي ومعنوي.
يخيل إليه لأول وهلة أنه حقق سعادته المنشودة مثل ما خيل إليه مرة عندما تزوج بزوجته السابقة. لكن سرعان ما يعود من غمرة نشوته ويكتشف أن الأمر لا يخلو من خسائر مادية ومعنوية بالنسبة إليه وإلى أسرته السابقة فأولاده قد يعانون من عقد نفسية تلازمهم مدى الحياة و قد تسبب لهم الفشل فى بعض جوانب حياتهم هذا في أحسن الحالات إن لم يتشردوا وتفشل حياتهم بكاملها ! إذ كيف يمكن لهم أن يتخيلوا أن الأب الحنون الذي طالما اعتبروه قدوة لهم يمكن أن يتخلى عن أبنائه بهذه السهولة!وكذلك بالنسبة لزوجته السابقة التي قد تتزوج برجل آخر إلا أنها ستظل تعاني من جراء ما حل بأسرتها السابقة وأولادها الذين هم أغلى ما لديها.
أما هو فإن كان من أصحاب الضمير فإن ضميره سيظل يؤنبه مدى حياته كما أنه يحرم من متعة مشاهدة أبنائه وهم يكبرون ويترعرعون وقد يحرم من حنانهم عندما يكبر أو يمرض ويكون في أمس الحاجة لهم فهم لا يحسون برابطة الأبوة القوية التي يحسها من تربى مع أبويه مشمولا برعايتهما معا وحنانهما. والسؤال المطروح هنا لماذا يمل الرجل عشرة زوجتة التي عاش معها عمرا مليئا بالذكريات مع أن الزوجة تشعر بأن ارتباطها بزوجها يزداد عمقا كلما زادت فترة التعايش بينهما؟ و من الضحية لذلك الملل اللا مسؤول ؟ إنهم أولادنا أكبادنا.
فاطمة بنت الداه /الدوحة /قطر.

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox