جمعية حماية المستهلك ومحاربة الغلاءيحمل عيد الأضحى المبارك تسمية خاصة عند المورتيانين، حيث يربطونه بالذبح والنحر، ولذا جرى العرف على تسميته "عيد اللحم" وفيما يتباهى الموريتانيون منذ قرون في الاحتفاء بعيد الأضحى، وبالأخص على شعيرة التضحية واختيار الكباش الملائمة لذلك, فإن الجمعية الموريتانية لحماية المستهلك قررت الخروج على ذلك العرف ومطالبت المستهلك الموريتاني بالحذر  من تناول"اللحوم" قبل يوم واحد من"عيد اللحم".

عيد على ضفة الوادي المتصدع

يقول خبراء بيطريون في جمعية حماية المستهلك إن عيد الأضحى المبارك الذي سيطل علينا في الأيام القادمة القريبة هو عيد من نوع خاص, لأنه عيد على ضفة بل في لجة المرض المعروف"بحمى الوادي المتصدع".

ويقول الدكتور أحمد سالم ولد العربي إن حمى الوادي المتصدع هو مرض فيروسي في المنشئ ينتقل للإنسان عن طريق اللحوم"الدم"والألبان ..ولكنه ضعيف ولكن  تسخين للألبان أو طهي للحوم كفيل بالقضاء عليه.

وبحسب ولد العربي فإن أول ظهور لهذا المرض في موريتانيا كان في  سنة 1987م ليضرب بعد ذلك موعدا سنويا مع أرواح الموريتانيين.

ويحذر الدكتور جمال ولد الخديم المستهلك الموريتاني من استخدام اللحوم دون وقاية صحية معتبرة, ويؤكد أن اللحوم التي لا تحمل طابعا صحيا هي لحوم مشبوهة ومريضة.

وينصح ولد الخديم المستهلك أن يقول بفحص الشاة التي يريد المستهلك ذبحها, فالشاة-حسب قوله-المصابة بالمرض دائما ما تكون تعاني من سيلان الأنف "بالسنة للذكر"أو الإجهاض بالنسبة للأنثى. يقول ولد الخديم.

عيد"اللحم"في قلوب الموريتانيين

يحتل عيد"اللحم" في قلوب الموريتانيين مكانة خاصة ومتميزة, حيث يعتبر كبش العيد واجبا لازما بالنسبة للسكان

يقترب عيد الأضحى فتبقى الأسرة الموريتانية مشدوهة بالبحث عن"كبش عيد" تقيم عليه يومها بطريقتها الخاصة, ودائما ما تتباهى الأسر الموريتانية(الأقارب والجيران) بشاة العيد إلى حد تبادل"اللحم"لمعرفة أي الفريقين أحسن عيدا.

كباش في منزل أسرة زنجيةويهتم مجتمع الزنوج في موريتانيا بعيد الأضحى الذي يحمل اسم " تاباسكي" وتدخر الأسر الزنجية جزء معتبرا من مدخراتها لشراء كبش العيد، وغالبا ما تختار أسر الزنوج الفحول الضخمة من الكباش.

وتتميز منازل الأسر الزنجية في موريتانيا في أغلب الأحيان بوجود عدد من الكباش الضخمة، ترابط أمام المنزل.

ويقول تجار الأغنام إن السنغاليين بشكل خاص يشترون كل سنة أعدادا كبيرة من الكباش الضخمة، وينفقون مبالغ معتبرة جدا من أجل الحصول عليها.

ويهتم الموريتانيون بتناول اللحوم بكثرة خلال عيد الأضحى، ويقولون لمن يتعرض لأزمة صحية خلال عيد الأضحى : لقد نطحك كبش العيد

  هدية الجمعية بمناسبة العيد

قبل يوم واحد من عيد"اللحم"ارتأت الجمعية  تنظيم ندوة تحت عنوان:"اللحوم والألبان..القيمة الغذائية والمحاذير الصحية", وقال الامين العام للجمعية الموريتانية لحماية المستهلك الخليل ولد خيري إنها من أجل الإنارة والتنبيه على أهمية الوقاية الصحية, لإطلاع المستهلك الموريتاني على دوره في الحماية الذاتية, وخطورة استخدام اللحوم-دون وقاية- في ظل انتشار  مرض الحمى الوادي المتصدع.

هكذا كانت الهدية وهكذا قال الأمين العام للجمعية في تصريح"خاص للسراج"..لكن السؤال الذي يبقى يطر نفسه في هذا اللحظات الفاصلة في حياة الشعب الموريتاني هو..هل سيقتنع الموريتانيون الذي بخطورة المرض فيفضلون أرواحهم وحياة أبنائهم عن 50.000 ألف أوقية كانت من  حظ بائع في"المربط"..؟؟

تبقى ذكرى يوم عيد"اللحم" قصة خالدة في ذاكرة الشعب الموريتاني بأسره على اختلاف أشكاله, يظل الحديث عنه سائدا بين الأساط الشعبية احتفاء بمجيئه وتوديعها لذهابه. كما ستبقى شاة عيد"اللحم"حلما طال ما راود كثيرين الظفر به..سواء كان الحذر  من طرف جمعية أو حتى دولة..!!