الأحد, 16 نوفمبر 2014 11:00 |
سيدي أحمد ولد الأمير باحث موريتاني مقيم بقطر لم أر علاقة أقوى ولا اتصالا أشد ولا ارتباطا أوثق من علاقة واتصال وارتباط الجمل بصحرائنا هذه. لم يكن الجمل سفينة الصحراء فقط بل كان أهمَّ عنصر في المنظومة العسكرية القائمة بهذه البلاد قديما. وصل الجملُ ذو السنام الواحدة أو الجمل العربي في رحلة طويلة من الجزيرة العربية إلى صحرائنا في المئوية الأولي قبل الميلاد. كان أجدادنا في العهود السحيقة، حين كانت هذه الصحراء خصبة وبأوديتها مياه جارية ومروجٌ خضراء، يستعملون الثيران التي تجر العربات في حلهم وترحالهم كما تظهِر النقوش والصور الموجودة في كهوف والمغارات في الجبال الموريتانية. لكنه مع القرن السابق للميلاد وبعد أن اجتاحت موجات جفاف متعاقبة صحراءنا هذه وهو ما بات يعرف عند علماء ما قبل التاريخ بالتصحر الكبير، فجفت مياه الأودية، وحلت كثبان الرمل محل المروج الخضراء فعرفت صحراؤنا ثورة ما قبلها ثورة وتطورا ما سبقه تطور، حيث جاء الجمل فنزلت بمجيئه بركاتٌ على هذه الصحراء، وتغيرت معه أنماط العيش وسبل التنقل وقويت مجموعات على أخرى وتغلبت طوائف على غيرها بفضل الجمل. |
التفاصيل
|