محضر التعرف على الجثة تم عرض الجثة التي يفترض أنها جثة ولد امسيكه من طرف بارتناي أوغيست (Parthnay Auguste)، إداري مستعمرات، ضابط الشرطة القضائية، على كل من: 1. فارجيت رينيه (Fargette Réné) محرر إدارة عامة، حاكم المجرية؛ 2. أحمد ولد أحمدو، منمِّ مقيم ببوغي؛ 3. عبدولاي ممادو الملقب بوكار، حرسي الدائرة، عامل بألاك؛ وسألناهم إن كانوا قد تعرفوا على الجثة الموجودة أمامهم وهل هي جثة قاطع الطريق ولد امسيكه. ردا على هذا السؤال صرح المذكورون أعلاه أنهم تعرفوا على الجثة فعلا، الأول لأن صاحبها سبق أن مثل أمامه عندما كان قاضي صلح في كيهيدي، والثاني لأنه كان شريكه في الجريمة ورفيقه في سجن بوغي، والثالث لأنه كان تحت حراسته بنفس السجن. الشهود: أ. بارتناي 29 مايو 1950 ألاك إلى الحاكم العام لموريتانيا سان لويس يشرفني أن أبعث إليكم، مرفقا، ثلاثة محاضر استجواب لرجال أولاد ابييري الذين شاركوا في القبض على ولد امسيكه والذين وجدوا أنفسهم مضطرين لقتله لأنهم كانوا في حالة دفاع شرعي. مرفق أيضا محضر التعرف على الجثة والتصريح بالوفاة. ولأنه لم يكن هناك طبيب كان علي اللجوء لخدمات الممرض تييكورا (Thiéccoura). وقد تم الدفن يوم 21 في المقبرة الإسلامية بألاك، حيث حضرتُ منفردا تلك العملية التي تولى القيام بها سجناء. سأعود لاستجواب رجال أولاد ابييري للحصول على تفاصيل حول تحركات قاطع الطريق. تجدر الإشارة إلى أن البندقية التي كانت بحوزة ولد امسيكه هي بندقية حمادي سيري، والمسدس الذي كان معه من طراز 1892، وأن ولد امسيكه كان يحمل خنجرا مغربيا من الصنف الذي يحمله الحرسيون البيظان بما أن الوقائع تم تحديدها بشكل واضح، أتشرف بأن ألتمس منكم دفع جائزة مائة ألف فرنك الموعودة للأشخاص الذين وضعوا حدا للخطر الذي كان يمثله قاطع الطريق ولد امسيكه وكذلك منحهم، كما سبق أن وعدتم، الأسلحة التي كانت بحوزته. إداري المستعمرات حاكم دائرة لبراكنه شهادة محمد ولد محمدن، مشارك في قتل محمد ولد امسيكه بحسب محمد ولد محمدن، البالغ من العمر 35 سنة، من قبيلة أولاد ابييري ، الذي يصرح: «كنت صحبة عبدات ولد محمدن منذ يوم 17 مايو، وكنت أبحث معه عن ناقة لأحد أصدقائي. يوم 21 مايو وأثناء عودتنا بالناقة التي كنا نبحث عنها التحق بنا محمد سالم الذي كان بقي خلفنا وقال إنه شاهد صيادا ربما نجد عنده بعض اللحم للبيع. عدنا أنا وعبدات ومحمد سالم وطفل كان معنا وجلسنا مع الصيادين فقد كانا اثنين. وعرفت من حديثنا معهما أن الأمر يتعلق بمحمد ولد امسيكه وابن عمه سيدي ولد امسيكه. كنت لقيت هذا الأخير قبل أيام عند حداد من الزخيمات كان يصنع له رصاصات بارود لبندقية صيد. كان الوقت العاشرة صباحا وتحدثنا مع ولد امسيكه حتى الساعة الثالثة بعد الظهر وعند الساعة الثانية ظهرا غادَرَنا سيدي ولد امسيكه حيث حمل حقيبة (تاسوفره) على جمله الذي كان قريبا وانطلق. لم يكن ولد امسيكه يحمل من سلاح ظاهر سوى بندقية. قبل ذهاب سيدي ابتعدت أنا وأحمد سالم عن المجموعة واتفقنا حول طريقة القبض على ولد امسيكه. حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر قاد كل منا، أنا ومحمد سالم، جمله واحتلنا لإطلاع عبدات على نوايانا فوافق عليها. سرنا جميعا لبعض الوقت. كان محمد ولد امسيكه يسير بين عبدات، على يمينه، ومحمد سالم، على يساره على مسافة قريبة أمامي أنا والطفل سيدي محمد الذين كنا نقود الجمال. فجأة أمسك محمد سالم بشعر رأسه وجذبه إلى الخلف عندها سقطت البندقية فقفزت لالتقاطها، حينها أخرج ولد امسيكه سكينا وهددني به لأنني كنت قد مررت من أمامه. أطلقت رصاصة من البندقية على ولد امسيكه فانحنى لكنه لم يكن قد انهار بعدُ، حينئذ أطلقت رصاصتين أخريين، وأعتقد أن الرصاصة الأولى أصابت الصدر والثانية المنكب الأيسر والثالثة الخاصرة اليسرى. أريد أن أوضح أنه عندما أشهر ولد امسيكه سلاحه اتجاهي حاول عبدات نزعه منه لكن دون جدوى. كل هذه الأحداث تمت بسرعة شديدة. عندما كان ولد امسيكه يلفظ أنفاسه قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" ولم تصدر منه أية عبارة أخرى. بعد ذلك حملنا الجثة على أحد جمالنا وأخذنا الحقيبة والبندقية وانطلقنا في اتجاه قيمي. وصلنا إلى قيمي حوالي الساعة الحادية عشر ليلا ونزلنا عند حي أولاد نغماش وبواسطة سائق هناك طلبنا من السلطات في المجرية إبلاغ ألاق بهذه الأحداث. على بعد حوالي 15 كلم من مكان القتل لقينا ستة من حرس الدائرة البيظان كانوا يجولون في تلك النواحي فانضموا إلينا». نهاية التصريح. أثناء الاستماع إليه مجددا في إقامة ألاق صرح لنا محمد ولد محمدن بما يلي: قلت لكم في تصريحي الأخير إننا بقينا مع ولد امسيكه وقتا طويلا من النهار. لقد تحدث كثيرا وفصل لنا كيف قام بارتكاب عمليات القتل الأخيرة ضد حرس الدائرة. حرر وختم في ألاق يوم 24/05/1950 على تمام الساعة 11 [ نشير إلى أن ولد امسيكه كان ينوي أن يذهب مساء نفس اليوم إلى حي أولاد أحمد ليقوم بسرقة أحد أفضل الجمال وينحر عددا آخر من الإبل. من جهة أخرى صرح أنه يشن حربا دينية ضد البيض وكل من يدافع عن قضيتهم. ] [ كان عمر ولد امسيكه عند مقتله 32 سنة ] .... في 27 ابريل 1950 صمبا صال لامتورو، مقيم بكيهيدي إلى السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة الدرجة الأولى بسان لويس السيد وكيل الجمهورية يشرفني أن أرفع إلى علمكم الوقائع التي تحدث في ناحيتنا منذ بعض الوقت. يوجد في ناحيتنا، وسط الأدغال، رجل ينتمي إلى دائرة لبراكنه ليس له من شغل سوى التسبب في مخاطر كبيرة. هذا البيظاني المسلح، الذي يعيش دائما في الأدغال، ارتكب جرائم لا حصر لها. وهو إنما يهاجم خاصة الوولف والتوكولير الذي يقتلهم بإطلاق النار عليهم دون سبب، وذلك منذ فترة طويلة. كأحد أبناء هذه المنطقة وباعتباري سليل كبريات عائلات المحاربين العريقة شعرت بمحض إرادتي الشخصية بواجب الانطلاق للبحث عن هذا المجرم صحبة صديقين لي هما أداما دوميل وآمادو تامبا وكلاهما ينتميان مثلي لنفس المنطقة. في مكان ما وسط الأدغال استطعنا اكتشاف مكان وجود قاطع الطريق الذي كان يختبئ صحبة اثنين من رفاقه لكن بما أنهم على حذر دائما تمكنوا من الاختفاء عن الأنظار بمجرد رؤيتنا بعدما أطلقوا في اتجاهنا ثلاثة أعيرة على الأقل. رغم ذلك اقتفينا آثارهم في الأحراش حتى تمكنا من الإمساك باثنين منهم لكن المجرم الكبير تمكن من الإفلات وسط الغابات. لقد وضعنا أسرانا تحت تصرف العدالة. بعد هذا الهجوم الأول توقفت الاعتداءات بضعة أيام فقط ثم عادت كما كانت. الآن وبوصفي أحد أبناء هذه المنطقة، لا تحركني سوى الرغبة في مصلحة أرضنا الوحيدة، أطلب منكم، السيد وكيل الجمهورية، تحت مسؤوليتي الشخصية عن كل ما يمكن أن يصيبني، أن توافقوا على صفتي كمتطوع للذهاب بحثا عن هذا المجرم الذي أتعهد بأن أسلمه لكم خلال 15 يوما كحد أقصى إذا وضعتم تحت تصرفي سلاحا وبضعة أعيرة وذلك بعد موافقتكم. إن استعدادي لا يعود لمصلحة شخصية بل هو بالأحرى من أجل وضع حد لهذا الظلم الذي يتسبب فيه بيظاني بائس من موريتانيا. في حال بدا لكم أن هذا الأمر غير ممكن فإنني أدعوكم، السيد وكيل الجمهورية، للتدخل بوسائلكم الخاصة قبل إعلان حرب بين موريتانيا والسنغال. سامبا صال لامتورو ملحق: برقيات 4 مايو 1950 إلى حاكم دائرة ألاق 1. غدا 5 مايو سيصل إلى ألاك الملازم هومير والرقيب الدركي بيرني وعشرة من الحرس، مع الذخيرة المطلوبة. – يرافقهم عنصران من الأمن السري. 2. سيتم أيضا بواسطة شاحنة نقل عشرين من الحرس البيظان قادمين من التجمع المركزي ببوتلميت. 3. اتفاق مع الكتيبة من أجل: استخدام مفرزة مورو(Maureau) في مهمة البحث عن المجرم. تيرّاك Terrac إلى مفتشية الحرس روصو عاجل جدا. اعتُمد اقتراحكم بإرسال مفرزة بقيادة دركي أوربي للبحث عن قاطع طريق لبراكنه والقبض عليه. –- لكن نرى أن تنتقلوا مع مفرزة إلى عين المكان لتنظيم أعمال البحث بالتنسيق مع حكام الدوائر المعنية. –– السيارة المطلوبة ستصل روصو صباح 5 مايو. –– إخطار حاكم الدائرة بوصولكم. –– وضعنا في صورة المستجدات. تيرّاك دائرة ألاك إجراء تحريات معمقة جدا حول حالات التواطؤ الممكنة وخاصة في حي العزلات حيث قتل حرسي الدائرة أثناء نومه. –– لتسهيل عمل العدالة مطلوب تقريب الحي من ألاك. تيرّاك من ألاك في 4 مايو 1950 رقم 383/66 عملية قتل جديدة ارتكبها ولد امسيكه ضد حرسي الدائرة العامل ببوغي غالانكا أثناء نومه تحت خيمة شيخ الزماريق في العزلات الذي كان ينبغي أن يراقبه. تؤكد أوساط البيظان أن ولد امسيكه لمع مجددا بقتله لحرسي الدائرة آمادو درامان المقيم بألاك وقد يكون احتمى بالمرابط محمد محمود ولد الناجي المعروف في دائرة لبراكنه. ولد امسيكه قد يكون عاد إلى بئر امبيدان قرب مال، حيث توجد المراعي والمياه الوفيرة التي تسمح له بتنمية المواشي التي استولى عليها خلال غزواته والعناية أيضا بقطيع شيخه وهو قطيع كبير يرعاه ولد امسيكه. مصلحة الأمن بالسنغال رقم 1089 في 03/05/1950 معلومات: A.P.A.MوB.T.L.G تيرّاك إلى حاكم دائرة لبراكنه «... من الضروري إذن أن يتم القبض على هذا المجرم بسرعة لأنه يشكل تهديدا دائما للسكان التابعين لكم». مقتطف من الرسالة. |