لايختلف اثنان على شمولية وبساطة المفهوم في ادارة المدينة الفاضلة في فكر الفارابي رغم بعده عن السياسة والجيشوفي تصور امكانية بناء مدينة دون الحاجة لحياكة المؤامرات السياسية لبقاء هاذه المدينة. ودون الحاجة لجيش يدعم الاستبداد فيها  فقد جعل من المدينة الفاضلة مدينة اجتماعية قائمة بذاتها تقوم على مبدا العدالة التي هي اساس الملك واساس السلم والحب والتآخي بين الاجناس التي تسكن تلك المدينة ففسر بداهة التطبيق بسهولة المفهوم وهو المبدأ والعنوان الكبير للمدينة الفاضلة.[ العدالة]
وبالتوازي رأى الفارابي احتمال وجود جارات للمدينة الفاضلة واوضح تفاصيل امكانية قيام كل واحدة وسماها تبعا لنظامها وطبيعة حكمها  كالتالي المدينة الجاهلة. والمبدلة, والفاسقة, و الضالة
وفي نازلة من الاقدار. قدر للفارابي ان يكون له وريثا لفكره. عن غير اجتهاد ولا مثابرة . يعيد صياغة مفاهيمه  وينظر من جديد في الشق المهم من الاحتكاك مع التجربة وهو الفشل ثم الفشل ثم الفشل كمناورة للتدرب على حالة مابعد المدينة الفاضلة وجاراتها. فابتدع فكرة قيام المدينة الفاشلة معارضا افكار ونظريات المعلم . ووصل في هذه الجزئية ماوصلت اقدام الاسكندر من الارض. وتوغل يبحث عن الاجابات يسبر اغوار العقل وهو حديت العهد بمقتضيات التعلم. ويعلل ميتافيزيقا الكائنات باسرها ويفسر الماء بالمال. ويعارض ماحكاه الراوي من التاريخ مغيرا الاحداث ومشوها الشخوص امرا الزمن بحساب الحاضر فقط وبتحفظ . لان الزعيم بمقدوره ايقاف آلة الزمن
ولان هاذا الزعيم لاتنطبق عليه الا صفة واحدة من بين خمسة عشر صفة حددها الفارابي مواصفات لرئيس المدينة الفاضلة .ركن باتباعه الى مبدأ الاساسيات البديهية في ادارة القطيع. والتي من اهمها ان القطيع عند تجويعه .يسهل التحكم به. ويفقد القوة على الاعتراض. وهذا كفيل بجعله يبقى على اثر قائده عله يصيب بعض فتات ما يأكل
ثانيا الضرب في صميم المركون اليه من المبادئ في ثقافة القطيع بغرض بث الخوف لان قائدا يتحلل من عادات وقوانين القطيع الفطرية يراه الاخير خارجا عن المألوف وبالتالي مستعدا للقيام بكل ماهو غير مألوف وهذا ا هو آخر ما يتمنى القطيع وقوعه
ايضا لابد لقائد هذه المدينة من بطانة تعينه على الاحساس بقيمة ما ينجره ومالا ينجزه. لكي لا يحس بالإحباط,  وبان القطيع يتنكر لتفانيه في خدمة مستقبله الشخصي  ولأنه يجسد القطيع يرى بالطبع ان مستقبله هو تجسيد لمستقبل الغابة باسرها
وهاذه البطانة شكلت من انجب تلامذة الفلاسفة والسياسيين والمخططين عبر تاريخ الانسانية
فنرى مثلا من بينهم تلامذة  [هوميروس]يألفون[ الإلياذة]الجديدة عن ملحمة قائد حاصر[ طروادة] بسبب ان حاكمها المسكين حرمه من مفاتيح البوابات وكيف دخل هذا القائد متخفيا في بذلة جنرال ولان شعب [ طروادة ] لم يكن يعرف الجنرالات اصلا. حسب ان البذلة هدية من السماء فجلبها خلف الاسوار. وعند ما نام اهل المدينة في الليل خرج القائد من بذلته واحرق المدينة ونصب نفسة ملكا عليها
ثم نرى تلامذة[جوزيفغبلز] وزير الدعاية السياسية النازي, يتكلمون عن حنكته العسكرية وتاريخه القتالي وفكره الامني ووضعه خطة الاحتياط العسكري الشهيرة[فالكيري] لصد هجوم الحلفاء في ساحة ابن عباس وخطة [ المآذن العالية] لعبور قناة السويس حتى وصل جيشه غابة[واقادو] و [حاسي سيدي] في اسرائيل شرقي الضفة.وكيف خاض حرب[ 1948 ]في [عين الطلح]مرفوع الراس بالرغم من ازمة الاموال الفاسدة في الجيشايام[ الملك فاروق]
ايضا لايخلو المشهد من تلامذة[جون ادجار هوفر] مؤسس مكتب التحقيقات الفدرالي حيث الفوا عن انتصارات الزعيم في حرب المال والاثرياء الذين اثاروا الريبة في نفوس ال[ اف بي اي] حيث سجنوا ولوحقوا في الخارج ولم تبقي الاخيرة الا على الاثرياء الجدد اللذين ظهروا في عهد القائد والذينلا سوابق لهم في جرائم الثراء القديم لانهم ببساطه لم يملكوا يوما الا سد الرمق حتى وصول القائد للحكم كذلك حرب [شيقاغو] وانتصاراته على الاجرام والقتل حيث باتت العاصمة لا تعرف القتل الا بمعدل حادثتين او ثلاثة او اربعة يوميا فقط وكيف قام الزعيم بتعليم الرعية طرق الدفاع الوقائي عبر تشكيل دوريات امنية للحراسة من قبل القطيع نفسهللإحساسبالأمن
لا ننسى تلامذة [ روبن هود] نصير الفقراء الشهير الذي كان يسرق من الحكومة ويعطي للفقراء في غابة[شيروود]  وكيف ان زعيم الفقراء طور اسلوبه فاصبح يأخذ من العامة ليعطي للفقراء ليعلمهم التقاسم اما مال الدولة فهو امانة في عنقه لايمسه الا هو حتى يسلم الامانة لاقدر الله
اما فقهاء القانون تلامذة [حامورابي] واضع اول الشرائع التي عرفها الانسان  فقد سهلوا معرفة وفهم القانون عندما وجههم الزعيم باعتماد مادتين فقط من قانون معلمهم لإصدار الاحكام وهما المادة الاخيرة من قانون حامورابي والتي تقول[ في حالة اخطأحامورابي فالعودة للمادة رقم واحد] وهاذه المادة قمة في السهولة والعدل الوضوح حيث تنص المادة رقم واحد بان [حامورابي لا يخط]ا
اما بالنسبة لتلامذة [ اينشتاين ] و [باستير] و [ توماس اديسون ] رواد ثورة التعليم في المدينة فقد اقنعوا القطيع بان وزير التعليم الياباني [هيرانو] وقف ذات يوم تحت قبة البرلمان الياباني وقال ان شخص الامبراطور يتجسد عنده في قول الشاعر العربي ابو الطيب المتنبي حيث قال [ وتكبر في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم ] فأعجبت الفكرة وزير تعليم المدينة الفاشلة  وفعل نفس الشيء تحت قبة البرلمان.
لازالت المدينة الفاشلة رغم حداثة اكتشافها تسابق الرياح في تتابع الوقائع والاحداث مبينة للعالم انه يمكن لمدينة فاشلة القيام في هذا العصر بمجر تطبيقات قائد يستند فيها لرماد الفكر ونفايات التنظير وبطانة تسكن في مستنقع ضحل, من الخوف والرغبة والرجاء, وتنخفض مع منسوب مياه هذا المستنقع حتى ان غارت في جوف الارض كما تفعل يرقات الضفادع بانتظار الربيع التالي وعند اول قطرة غيث تخرج وتبدء بالنقيق ...........................................................يتبع
والله من وراء القصد