الجمعة, 03 مايو 2013 13:38 |
بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة" الأقصى " رحل إلى رحمة الله عبد الله ولد محمد السالك ولد انويكظ ، ليلة الخميس 1/مايو2013 إثر وعكة صحية عابرة ، وبرحيله يختفي من الدنيا - جسما وبدنا - المغفور له ، ويبقى أثره الإيجابي من بعده ، ذخرا له بالذكر الحسن في هذه الدنيا ، والأجر والثواب الجزيل - بإذن الله - في الدار الباقية ( والآخرة خير وأبقى ).
نشأ وترعرع الفقيد في وادي أتويزكت ، 10 كلم من مدينة أطار ، واشتغل مبكرا بالتجارة وانحاز إليها ، في جو من التكسب الحلال وبرا لوالدين. |
التفاصيل
|
الخميس, 02 مايو 2013 12:50 |
استبشر بعض المواطنين الموريتانين كثيرا بالوعود التي أطلقها محمد ولد عبد العزيز منذ استيلائه على السلطة قبل أكثر من أربعة أعوام،إلا أنهم بدأو مأخرا يكتشفون زيفها وعدم صدقيتها، بعد أن كانت من المسلمات بالنسبة لهم، وكانوا يتمهمون كل الذين يشككون في صدقيتها ويصفونهم " بأصحاب المعارضة " .
|
التفاصيل
|
الخميس, 02 مايو 2013 10:18 |
كل من يكتبون عن القضايا الاجتماعية والسياسية نجدهم يتهجمون على القبيلة ويصفونها بأبشع الأوصاف، لأنها حسب رأيهم هي العائق أمام التحرر ووعي الشعوب، ولكن النظرة المنصفة تقتضي أن نكون على وعي تام وإدراك لهذه المسألة، فالحكم على الشيء، كما يقول المناطقة، فرع عن تصوره. إن القبيلة رابطة اجتماعية تنضوي تحتها مجموعة من الأفراد، يقومون بمصالحهم العامة عن طريق التعاون، وهي عادة سنها العرب قديما ولماجاء الإسلام لم يتملص منها تماما وإنما جعلها منضبطة بضوابطه، وقد تجلى ذلك في التشريعات الإسلامية التي تأخذ في الحسبان نظام القبيلة، مثل: الديات وما يتعلق بها؛ إذ نجد نصوص الشريعة واضحة في هذا المجال، وفي الآيات القرآنية نجد ذكر القبيلة باعتبارها من أسمى الروابط الاجتماعية،
"يأيها الناس إنا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقيكم". ولكن الذي يفسد على من يتصدون للكتابة عن هذه الموضوعات، هو أنهم لا يتفهمون طرق نظام الحكم في المجتمعات، إذ يخلطون بين مفهوم الدولة ومفهوم القبيلة، إذ الدولة بالمفهوم المعاصر نظام أعم وأشمل من نظام القبيلة، ويقع الخلل حينما تحاكم الدولة بمعيار القبيلة، أو العكس،،، ولكن الفهم الدقيق لكل من المفهومين سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى تنزيل كل منهما منزلتها... والمتتبع لمنظومتنا الاجتماعية والقيمية في هذا المنكب البرزخي يجد أنها تنبني في أكثر أسسها على القيم القبلية، وأعتقد أنها ليست بدعا في ذلك فجميع الدول العربية ما زال نظام القبيلة متجذرا فيها بشكل كبير، تجلى ذلك في ممارساتها لآليات الحكم وأساليبه... ولسنا هنا بوارد الحكم على مدى نجاعة التمسك بهذه المنظومة، وإنما نترك ذلك للتاريخ، فهو وحده الكفيل بالحكم على التجارب الإنسانية أيا كان نوعها، فحسبنا أن نؤكد على أن النظم أيا كان نوعها لا بد أن تتكئ، في المقام الأول، على ركن عتيد من أركان القيم الدينية والثقافية للمجتمعات التي تتكون فيها. بقلم: محمد يسلم ولد محمد فال medyeslim01@gmail.com |
الخميس, 02 مايو 2013 09:55 |
سيدي أحمد ولد الأمير
باحث موريتاني مقيم بقطر لعلاقة الموريتانيين مع البريطانيين في القرون الماضية معنى خاصٌّ ودِلالاتٌ لا أجدها عندَ غيرهم من الأممِ الأوروبية. فيها منافعُ ماديةٌ متبادلةٌ ومتنوعة، وفيها علاقاتٌ تجارية مربحة، إلا أنهالم تقتصرْعلى الجوانبِ التجارية وتبادلِ المنافع بل تجاوزتهما إلى التواصلالدبلوماسي والتأثير الأدبي. |
التفاصيل
|
الأربعاء, 01 مايو 2013 15:00 |
زملائي العمال ...
لقد ظل فاتح مايو يوما عماليا، تحتفل فيه الشغيلة، عالميا ووطنيا، بما يمثله من رمزية النضال العمالي. وفي هذا الإطار، فإننا كنا دائما حريصين على أن نخلده معكم، منذ دخولنا في المعترك النقابي، بعد أن منحتمونا ـ زملائي العمال ـ ثقتكم في انتخابات 28 إبريل 2011، كمندوب عمالي، ولكم أن تقيموا معي، قبل وبعد هذه الفترة. |
التفاصيل
|
الثلاثاء, 30 أبريل 2013 16:47 |
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم
الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على النبي المصطفى و آله الشرفاء و صحبه الخلفاء و من تبعهم من الأتقياء إلى أن يطوي الله السماء و يحشر الخلائق للقضاء ، فيلجم العرق الأشقياء و يظل الله في ظله السبعة السعداء و غيرهم من الأصفياء ، اللهم اجعلنا من الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظله ، آمين ، و بعد ،
لقد كثر الحديث بل و الجدال حول الاسترقاق من منظور الشريعة الإسلامية حتى زعمت عناصر من المدافعين عن تحرير العبيد الرافضين للعبودية إلى أن ظاهرة الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبيد و الاسترقاق إنما هي أحكام أحدثها فقهاء المذهب المالكي خاصة فأطلقوا عليها فقه النخاسة و أطلقوا على أصحابها " ملاك العبيد " و حيلهم لاسترقاق الناس و استعبادهم حتى قامت عناصر من " إيرا " بحرق بعض هذه الكتب تحت التكبير و التهليل ، و قد عقبت هذه الفعلة الشنيعة موجة غضب عارمة تطالب بإحراق هؤلاء الذين أحرقوا تلك الكتب ، و قد تصديت لتلك الحملة العارمة الشرسة و بينت أن هؤلاء ليسوا مرتدين و لا زنادقة رغم شناعة فعلتهم حيث أرسلت إلى رئيس الجمهورية رسالة مفتوحة بتاريخ 06 / 05 / 2012 هذا نصها : " إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد بن عبد العزيز حفظه الله
الموضوع : و أن تعفوا أقرب للتقوى
فخامة رئيس الجمهورية ، يشرفني و يسعدني أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة بغية الحصول على عطفكم و وقوفكم عند الآيات الآمرة بالعفو و الصفح عند المقدرة ، قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون } ، و قال تعالى { يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب } ، و قال تعالى { و ممن خلقنا أمة يهدون بالحق و به يعدلون } و قال تعالى { و أن تعفوا أقرب للتقوى } و الآيات في الباب كثيرة جدا ، و نقل الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوان الله إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم " الحديث ، قال حافظ المغرب ابن عبد البر بتصرف : الكلمة الطيبة هنا عند السلطان هي النصيحة ليرد مظلمة أو يفك أسيرا أو ينقذ نفسا ، و الكلمة التي تهوي به في النار هي الكلمة التي يؤلب بها السلطان ليظلم نفسا أو يقتل نفسا بشرية ، الخ ... و اليوم أستعطفكم بهذه الآيات و الأحاديث حتى تطفئوا بالعدل تأجيج الأنفس للفتنة و الحقد و الظلم و تنظر في أمر بيرام ولد اعبيد ، فأمتنا أمة تسامح و تحاب و تعاطف .
و قد أرفقت بالرسالة مقالا حول الموضوع لو استشرتم فيه مستشاركم الديني لكان خيرا إن شاء الله .
وفق الله الجميع لإتباع الشرع و العمل به .
العبد الفقير إلى الله الراغب في عفوه : المصطفى ولد إدوم رئيس شبكة حماية الإنسان و بيئته
داعية مستقل و باحث في العلوم الشرعية الجوال : 46727242 "
و قد أرفقت بهذه الرسالة مقالا بعنوان : " بيرام ولد اعبيد ليس مرتدا و لا زنديقا و العبودية تحتاج إلى حل جذري " و لم ينشر هذه الرسالة و المقال المصحوب بها سوى جريدة " الأمل الجديد " للعلاقات التي تربطني بالمشرفين عليها و لحاجة في نفس يعقوب و أمور أخرى علما بأنني وزعتها على الإذاعات الحرة و الجرائد و المواقع و ذلك لأنني عاهدت ربي جل و علا أن أصدع بالحق بعيدا عن النفاق و الروح المنفعية و بعيدا عن تحكم العواطف و الروح الانتهازية ، فالحق ضالتي و به أقول و أصدع به أينما كنت .
و اليوم و قد لاحظت إجماعا من طرف جميع النشطاء من أطياف المطالبين بالقضاء على الرق من أوساط "السودان " أنهم يعتبرون أن فقهاء المذهب المالكي هم وحدهم الذين تطرقوا إلى أحكام العبيد فرسخوا الاسترقاق في بلادنا لذلك السبب بينما تراجع أولئك الذين كانت ردة فعلهم غاضبة و مطالبة بإحراق هؤلاء ، ارتأيت أن أدلو بدلوي لإظهار ما أراه الحق لأن الحق أحق أن يتبع ، و قد قسمت هذا الجهد إلى محورين هما : ـ المحور الأول : العبودية في الإسلام
ـ المحور الثاني : العبودية في موريتانيا .
أ / العبودية في الإسلام : لقد جاء الإسلام و النظام العبودي هو الطابع المميز للعلاقات بين البشر حيث كان القوي يستعبد الضعيف من خلال غارات على الأحياء الضعيفة الهشة ، و كذلك يتم استرقاق أسرى الحروب التي تنشب بين القبائل و الأمم دون أن ننسى حصة الدين في استرقاق الناس .
فلما جاء الإسلام اعتنى في أول أمره بإصلاح النفوس من خلال تصحيح الاعتقاد و مكارم الأخلاق ثم تهذيب هذه النفوس و ترويضها من خلال الطاعات و القرب إلى رب العباد ، و كان من أول من اعتنق الإسلام شريحة مثل بلال بن رباح حيث ظل يصيح في وجوه جلاديه الكفرة : أحد ، أحد " حتى فاداه أبو بكر الصديق بعبد أصغر منه و زيادة ، فكان أول حر عتيق في الإسلام ، و آل ياسر الذين أوعدهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجنة جزاء صبرهم " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة " ، ثم كانت الهجرة إلى المدينة حيث بدأت الغزوات و الجهاد و كانت البلاد المفتوحة عنوة يسترق أهلها ، لذلك كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم عبيد و لصحابته عبيد ، بل أقر الإسلام طرق الاسترقاق المتفشية آنذاك كالشراء و الهبة لأننا نعرف جميعا أن أول أم ولد في الإسلام هي مارية القبطية أم سيدنا إبراهيم بن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
لكننا نجد بالمقابل قفزة مع غزوة الطائف حيث تزامن معها حكم شرعي يتعلق بعتق كل عبد أسلم قبل سيده لأن النبي صلى الله عليه و سلم أعتق أبا بكرة الثقفي و كل من أسلم معه من عبيد الطائف ، أما إن دخل العبد الإسلام بعد استرقاقه من طرف المسلمين فإن الإسلام شجع أو حث على تحريره من خلال عدة وسائل ، نذكر منها :
1 / المكاتب : قال تعالى { و الذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا و آتوهم من مال الله الذي آتاكم } [ النور : 33] ، و عن عائشة رضي الله عنها قالت : " إن بريرة دخلت عليها تستعينها في كتابتها و عليها خمسة أواق نجمت عليها في خمس سنين ، فقالت لها عائشة و نفست فيها : أرأيت إن عددت لهم عدة واحدة أيبيعك أهلك فأعتقك ، فيكون ولاؤك لي ؟ فذهبت بريرة إلى أهلها فعرضت ذلك عليهم فقالوا : لا ، إلا أن يكون لنا الولاء ، قالت عائشة : فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اشتريها فأعتقيها ، فإنما الولاء لمن أعتق ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : " ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ، من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل ، شرط الله أحق و أوثق " أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب العتق ، و في رواية لمسلم : " ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل " و الحديث أخرجه البخاري و مسلم و أبو داود و النسائي و ابن ماجه و ابن الجارود و الطحاوي و الطبراني و الدارقطني و البيهقي ، و غيرهم و قد خرجت هذا الحديث تأصيلا للإجماع الذي ذكره ابن حزم في أن الولاء لمن أعتق ، كما أخرجته تأصيلا للإجماع القائل بخيار الأمة إذا أعتقت و زوجها عبد من رواية عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن زوج بريرة كان عبدا أسود يقال له مغييث ، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي و دموعه تسيل على لحيته ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم للعباس : يا عباس : ألا تعجب من شدة حب مغييث بريرة و شدة بغض بريرة مغييثا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لو راجعتيه ؟ فقالت: يا رسول الله أتأمرني ؟ فقال : " إنما أنا شافع " قالت : لا حاجة لي فيه .
2 / المدبر : و قد بينت في كتابي " الإشعاع و الإقناع بمسائل الإجماع " في التدبير نقلا عن الإجماع لابن المنذر و ابن القطان الفاسي عن الموضح و الإشراف كما بينه الطبري في كتابه" اختلاف الفقهاء " فقال : أجمعت الحجة التي لا يجوز خلافها أن من دبر عبده ثم لم يحدث لتدبيره ذلك نقضا ما بإزالة ملكه عن مدبره ذلك إلى غيره ببعض المعاني التي تزول بها الأملاك ، الخ .. و عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " المدبر من الثلث " أخرجه الشافعي و البيهقي و أهل الحديث يميلون إلى وقفه ، و في الباب أحاديث متفق عليها .
3 / أم الولد : ذكر الإجماع ابن المنذر في كتابه الإجماع و كذلك الإقناع و الإشراف ، و ابن حزم في مراتب الإجماع و ابن القطان الفاسي و أصلناه في كتابنا الإشعاع و الإقناع : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أيما أمة ولدت من سيدها ، فهي حرة عن دبر منه " أخرجه أحمد و الدارمي و ابن ماجه ، و ذكرت أم إبراهيم عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقال : " أعتقها ولدها " أخرجه عبد الرزاق و ابن ماجه والبيهقي .
4 / الكفارات : كفارة قتل النفس و كفارة الظهار و كفارة رمضان و كفارة الأيمان ، الخ ... قال ابن المنذر : " أجمع أهل العلم أن من وجب عليه كفارة فأعتق رقبة مؤمنة أن ذلك يجزئ عنه " و قد حذفنا تأصيل هذا الإجماع لطوله .
5 / العتق التطوعي : قد بينت في كتابي " الإشعاع و الإقناع " دليل الإجماع الذي ذكره ابن المنذر في كتابه الإجماع و كذلك الإشراف و ابن حزم في مراتب الإجماع و نقله ابن القطان الفاسي كما يلي : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار ، حتى إنه ليعتق اليد باليد ، و الرجل بالرجل ، و الفرج بالفرج " أخرجه أحمد و البخاري و مسلم و الترمذي ، و عن كعب بن مرة البهزي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " أيما رجل أعتق رجلا مسلما ، كان يجري بكل عظم من عظامه عظما من عظامه ، و أيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة ، كانت فكاكها من النار ، تجري بكل عظم من عظامها عظما من عظامها " أخرجه أحمد و أبو داود و ابن ماجه .
6 / تحريم بيع الحر : ذكر ابن حزم و ابن المنذر الإجماع على بيع الحر و قد أصلت الإجماع في كتابي الإشعاع و الإقناع ، المجلد الثاني ، قائلا : أخرج البخاري و أبو داود و أحمد عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه : قال الله عز و جل : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطي بي ثم غدر ، و رجل باع حرا فأكل ثمنه ، و رجل استأجر أجيرا ، فاستوفى منه و لم يوفه أجره " .
إلا أننا نجد بالمقابل جواز بيع العبيد في شرعنا ، قال ابن حزم في كتابه " مراتب الإجماع " : و اتفقوا أن بيع العبد و الأمة و لهما مال و اشترط المشتري مالهما و كان المال معروف القدر عند البائع و المشتري و لم يكن فيه ما يقع فيه ربا في البيع فذلك جائز " و قد أصلنا هذا الإجماع في كتابنا الإشعاع و الإقناع حيث قلنا : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من باع عبدا و له مال ، فماله للبائع إلا أن يشترطه المبتاع " أخرجه البخاري و مسلم و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه و الدارمي و الإمام مالك و الإمام أحمد و غيرهم .
كما ذكر ابن المنذر الإجماع على تحريم العبد الآبق و نقله عنه ابن القطان الفاسي ، قال في الإشراف : " و أجمعوا أن مبتاع الآبق و الشارد إن شرطه عليه لا يرد الثمن قدر عليه أم يقدر " حيث قلت في كتابي الإشعاع و الإقناع : " قال الخرقي الحنبلي : و لا يجوز بيع الآبق [...]و قال صاحب الهداية الحنفي : " و لا يجوز بيع الآبق إلا أن يبيعه من رجل زعم أنه عنده " و ذلك لما رواه أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن شراء ما في بطون الأنعام حتى تضع ، و عن بيع ما في ضروعها ، و عن شراء العبد و هو آبق ، و عن شراء المغانم حتى تقسم ، و عن شراء الصدقات حتى تقبض ، و عن ضربة القانص " قال الحافظ الزيلعي الحنفي : رواه إسحاق بن راهويه ، و أبو يعلى الموصلي ، و البزار في مسانيدهم ، و ابن أبي شيبة في مصنفه ، و الدارقطني في سننه .
و نختم هذا الجرد بحديث شجع طاعة العبد لسيده كما شجع تحرير السيد لأمته ، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه و سلم : " أيما رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها و أعتقها و تزوجها فله أجران ، و أيما عبد أدى حق الله و حق مواليه فله أجران " أخرجه البخاري في كتاب العتق ، و في رواية عن أبي بردة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ثلاثة لهم أجران : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه و آمن بمحمد صلى الله عليه و سلم ، و العبد المملوك إذا أدى حق الله و حق مواليه ، و رجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها و علمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران " أخرجه البخاري في كتاب العلم و مسلم في كتاب الإيمان ،الخ ...
فهذه عجالة تمهيدية لنبين من خلالها أن أحكام العبيد لم يقتصر عليها المذهب المالكي بل هي أحكام وردت في كتاب الله و في الصحاح و السنن و المسانيد و المعاجم و الأجزاء، و تناولها الفقهاء من جميع المذاهب في جميع الأمصار و الأعصار ، فلا يوجد كتاب من كتب الفقه في أي مذهب من المذاهب إلا و فصل الأحكام المتعلقة بالعبيد من العبادات و المعاملات و الحدود و الأقضية ، الخ .....
و لم يمنع هؤلاء العبيد و الموالي من تعلم العلم الشرعي و بثه بين الناس كما أن الأشراف النبلاء لم يحسدوهم و قد اقتدوا بعلمهم في القراءات و الحديث و الفقه ، الخ .... فهذا عكرمة مولى ابن عباس بلغ ما بلغ ، و ذاك نافع مولى ابن عمر ، شيخ الإمام مالك و هو الذي يقرأ بمقرئه أهل المغرب العربي و إفريقيا ، و برواية قالون عنه في اليمن ، و ذاك أحمد بن حنبل بلغ ما بلغ من العلم و الورع و التفقه في القرآن و الحديث ، الخ .... فجل القراء و جل المحدثين من الموالي و ذلك ، حسب فهمي الخاص ، لأن هؤلاء جميعا ( أسيادا و موالي ) آمنوا بالله ربا ، و بالإسلام دينا ، و بحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا و قدوة في كل جزئية و كلية من هذا الدين ، فكل واحد من هؤلاء يعرف ما له و ما عليه من الأحكام الشرعية و يتوقف عندها ، و إذا نسيها أو جهلها ذكر بها فتوقف عندها .
و قد ساهمت كفارات الأيمان و القتل و الظهار و الصيام كثيرا في الحد من الرق في الشرق كما أن أسلوب الإنتاج و الترغيب في العتق ساهم كثيرا في الحد من الرق في شمال إفريقيا إلا أنني أذكر الجميع بما قام به إمام المقاصد و القواعد الشيخ عز الدين بن عبد السلام الشافعي في أوج قوة و تحكم المماليك و قد فرض عليهم أن يفدوا أنفسهم مقابل حريتهم و أشكل ذلك عليهم فسألوه لمن يقدمون الفدية فأشار إليهم بأن يعطوا الفدية لبيت مال المسلمين فيصبح ولاؤهم لجميع المسلمين فبدون ذلك يستحيل عليهم الإمام الكبرى فانقادوا لشرع الله فافتدوا و تحرروا و بدأ حكم المماليك في مصر .
الحلقة الأولي
|
|
|
<< البداية < السابق 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 التالي > النهاية >>
|
الصفحة 77 من 313 |