تتوسد يمه بنت ديدي ذراعها اليسرى وهي مسجاة تحت خباء متواضع إلى جانب والدتها المكلومة تصارع الألم المؤرق الذي أنهك جسدها النحيل، وأدمى قلوب كل المحيطين بها. ترقد بنت ديدي على سرير المرض بعد إصابتها بالفشل الكلوي، فغدت طريحة الفراش تنتظر العلاج أو الموت، كانت لها أحلام كغيرها من الفتيات لكن الزمن الكنود قتل أحلامها وهي لا زالت في المهد، ومع ذلك فلا زال في قوس الصبر والرضا بالمقدور منزع ما دام في القلب إيمان وتوكل على الله. موفد السراج زاد أسرة الفتاة وأعد التقرير التالي: بداية المأساةفي قريتها الوادعة الهادئة عاشت بنت ديدي طفولتها مع أسرة أهلها تتقاسم معهم خبز الحياة في ولاية كوركول وتحديدا بلدية آزكيلم.وذلك منذ أن خرجت إلى الدنيا في 1993. لم تكن حياتها تختلف في شيء عن أترابها ممن يتعاطون حياة البداوة والريف وينشأن في بيئة محافظة ترضى بالقليل وتعلي من قيم الاستقامة والصبر، كانت بصحة جيدة قبل أن يداهمها المرض الذي سرعان ما تم تشخيصه بإصابة في الكلى تطورت لاحقا إلى فشل كلوي في 2011 مما يستدعى علاجا شبه يومي بجلسات التصفية ويتطلب أدوية باهظة التكاليف . لم تكن فترة العلاج قبل اكتشاف المرض سوى معاناة أخرى فاقمت من الوضع الصحي للفتاة، وكلفت ميزانية أسرتها المنهكة أصلا مبالغ طائلة ومع ذلك لا بد مما ليس منه بد. تقول والدتها. حل المرض بجسم الفتاة وجال فيه جولات عدة، ولما تأكدت الأسرة منه بدأت علاج البنت على مستوى الولاية عندما كانت تظن أن الأمر بسيط ولا يحتاج للتنقل من مكان السكن الأصلي إلى مكان آخر يبعد عنه مئات الكيلومترات. أما يوم تيقنت الأسرة من خطورة الوضع وصعوبة علاجه، فلم يعد هناك بد من التنقل إلى نواكشوط عسى أن تكون الرعاية أفضل، ومستوى العلاج أحسن . تقول والدة الفتاة. صراع الألموفي نواكشوط زادت أوضاع الأسرة النازحة بؤوسا وأنهك الداء المريضة التي لم تعد تقوى حتى على الجلوس وأصبحت تشكو الأرق وأوصاب السقم. كان مجرد تناولها الأكل معاناة حقيقية لعدم قدرتها على الجلوس فيما أدى طول الاضطجاع إلى مشاكل صحية في الضلوع والآلام في عظام الظهر. كان على والدتها مرافقتها في رحلة العلاج شبه اليومية والانتظار معها لساعات إبان تلقيها حصص التصفية لكن لا أحد يختبر حجم معاناتها لتجلدها وبسبب بسمة الرضا التي تفتر عنها شفتاها كلما سئلت عن حالها. تكاليف العلاجوصلت الأسرة إلى العاصمة نواكشوط تحمل معها هما كبيرا ومرضا خطيرا إنه هم الغربة في مدينة لا معارف للاسرة فيها ولا مسكن، وكذا هم البحث عن العلاج ودفع نفقات الدواء والانتقال إلى المستشفى كانت رحلة علاج طويلة بدأت بجلسات التصفية في الأوردة مباشرة لكن مع مرور الوقت كان لابد من إجراء عملية ربط للوريد تعرف ب"أفستيل"كلفت45.000 أوقية قيل بداية أنها ناجحة لكن مع الوقت تعطل جريان الدم في مكان العملية مما استدعى إجراء العديد من التحاليل والأشعة المقطعية بعضها في الصدر كلفت مبالغ طائلة. واليوم ومع دفع إيجار شهري20ألف أوقية وتحمل نفقات النقل والعلاج أصبح الوضع المادي للأسرة في الحضيض ولم يعد لديها سوى ما يجود به الخيرون من مساعدات. نداء إلى الإنسانية"من شدة الألم لا أستطيع النوم..وبالتالي أطلب من أهل الخير والمسلمين جميعا مساعدتي في توفير العلاج اللازم لي من أجل الفشاء".. هكذا تختصر بنت ديدي حجم معاناتها بصوت متقطع مجروح، وهي بين يدي أفراد أسرتها المكلومة التي تقف عاجزة عن التعبير أمام المرض تنتظر سحابة خير من سماء الخيريين علها تفرج عنها كربها وتكفلها وتنبت لها نباتا حسنا وتوفر لها ما تحتاجه من أجل علاج البنت المريضة. أرادت بنت ديدي بهذه الكلمات الجريحة التي انبعث من قلبها أن تبعث برسالة إلى الإنسانية تستجدي الخيرين علها تجود بالخير إليها في القريب العاجل مفادها":"أنه ما زال في أمة محمد من يعملون للخير ويحملون الكل، ويعينون على نوائب الدهر..فهل من محسن يسعى للخير ويرغب في نفع المحتاجين؟؟. للاتصال بالأسرة: (46473737 ـ 22099644) |