تدخل موريتانيا بعد أيام عاما جديدا ينتظرها باستحقاقات جمة، تدخل عامها الثاني في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين وهي تحمل خيبات وآلام وآمال أعوام انصرمت لم تقدم فيها حكوماتها الواجب.

 لم تحمل عن فقير كلا، ولم تصن لذوي القربى حقا، ولم تعن شعبها المسكين على نوائب الدهر!.

انكشفت في السنة المنصرمة واللواتي قبلها حقائق كثيرة وكبيرة، تجرعها الشعب المسكين علقما، وسكر الحاكمون بنخب خدائعهم.

 علمنا مؤخرا أن الحرب على الفساد حرب ضورس فعلا ولكنها على أقوات الشعب وثرواته وأحلامه وقيمه، علمنا، متأخرين جدا، أن تجديد الطبقة السياسية على أشده، غير أنه تجديد لطبقة المفسدين وأساليب المفسدين وثروات المفسدين، علمنا وقد، تأخر الوقت للأسف، أن الحنو على الفقراء واقع مشهود، وترجمته الفعلية زيادة أعدادهم، وزيادة مستويات فقرهم، وزيادة الهوة بينهم وبين رئاستهم!!.

ندخل العام الجديد وقد زال بريق الشعارات التي رفعها "رئيس الفقراء" وزالت معها هيبة الحكم والدولة وثقة المحكومين، فهل تزول معها الغشاوة عن قلوب بعض المنتسبين للنخبة؟

نودع سنة سالت فيها دماء الموريتانيين، ونهبت فيها ثورات الموريتانيين، و صودرت فيها حريات الموريتانيين، وأهدرت فيها كرامة الموريتانيين، ونستقبل سنة.. اللهم اجعلها سنة لصون الكرامة، وسداد التدبير، وتكريس الحرية، اللهم اجعلها سنة للشعب.