محمد الأمين ولد يحيى
عرفت موريتانيا قديما ببلاد المنكب البرزخي أو البلاد السائبة ذلك أنها رقعة غير صالحة لمعدن من الرؤساء والمخبرين وأصحاب البطون المتخمة بأكل المال العام، والعقول المنخورة كجذوع نخل خاوية. بلد للأسف لا يلد إلا وحوشا ضارية من أبناء "ياجوج ومأجوج" قدموا من معسكر الديناصورات لجيوش نهمة ومتعطشة لامتصاص مقدرات البلد ونهب خيراته. لا تعرف موريتانيا من هؤلاء مفكرا سياسيا واحدا جاء البلاد من اجل أن ينقذها من أتون الجهل والفقر والانحطاط... لا تعرف "ماما موريتانيا" من هؤلاء غير تجسيد ظاهرة الرشوة و"التصفاق" ونهب المال العام والسرقة التي يسمونها "اتفكريش". إنهم عقول البلد ومفكروه الذين أسسوا لدولة من الورق لا وجود لها إلا في أذهان أبناء البيظان الذين برروا وجود عصابة من الرؤساء سرقوا البلد ونهبوه تحت أسماء مستعارة بدء بالزعيم الآلة وانتهاء بـ"رئيس فقير" أتي على الأخضر واليابس، فأطلق العنان لسلطة أسسها من المخبرين لحارس عقيم لا يلد إلا نهما فاجرا، وأب زنيم لا يبذر إلا في السباخ. هكذا قدرت الأقدار أن تتوالى حقب الماضي على وطني المنهوب فهو في حالة يرثى لها - اليوم- اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا حيث تهرب منه ألاف براميل النفط والغاز وأطنان الذهب الفوسفات والياقوت والماس والحجر الغالي, بلد تقيء ما بجوفه ولم يبخل لحظة بخيراته ولكن "الأسرة الحاكمة" استولت على ينابيعه وجففت منابعه، وبنيت منها دولا في الجوار، لا نفط لها ولا ماء ولا مرعى ولا سمك ولا ذهبا... دول قائمة على حساب مقدرات بلدنا الذي يقدم لها بالمجان على طبق من ذهب كعربون صداقة لملك دولة ما او الرئيس الفلاني. بمجرد انك قريب من "الأسرة المالكة" فبإمكانك الحصول على الموافقة بالإذن على التنقيب عن بئر من النفط في أي بقعة تختارها من جسد هذا الوطن المتكالب عليه من قبل سماسرة الدولة. هيئة افلان ولد الفلوني تفتش في الظهر مع شركة اورلايند بالتنقيب عن الياقوت والمرجان، شركة أهل "موريكان كان" تنقب عن "اليورانيوم" في مزرعة حاكم القصر الرمادي، الذي يستمد قوته من شعب تنكر له أخيرا بعدما اعتلى به قيادة الحكم. أعطوني شعبا وخذوا رئيسا هذا ما يجسده واقع الانتخابات في موريتانيا اليوم فالأصوات الانتخابية تاتي من الشرق ولكن التنقيب يرتكز على الشمال. هكذا أعلنتم عن دولة من اللصوص تحت أسماء مستعارة سميتموها انتم وإباؤكم ما انزل الله بها من سلطان. فأسسوا لدولة لا تؤمن بحقوق مواطنيها فتبتاع لها بطاقات تعريفها، بل تحاصرها بالمرض والجوع وصعود المواد الاستهلاكية لان من يحكمونا ليسوا وطنيين. فكيف تكون موريتانيا بمجرد انك تدفع نقودا لامتلاك وثائقك المؤمنة؟ فهل رأيتم من يشتري أوراقا ثبوتية ويجلب شعبا ليسوده؟. فمتى ينتهي نظام الأفيون وتنتهي دولة اللصوص إلى الأبد؟. أف لنظام الصعاليك ودولة اللصوص التي بنوها من الأفيون، وغنائم أسلاب نظام مافيا الفساد واغتصاب أموال الغير ونهب مقدرات الشعب المسكين الذي افسدوا عقوله بتوزيع سجائر لفافات تبغ المخدرات وشرب الهيم،.. أف لنظام قطاع الطرق ورؤساء المصادفات.، فبالصدفة اعتلوا مناصب حكم موريتانيا وبالمصادفة سقطوا من الحكم إلى الهاوية أسفل سافلين، "كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين".. صدق الله العظيم. |